كتاب الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة (اسم الجزء: 1)

غيرَ مرة" (¬1)، وأشار إليه أثناء تراجم: أبي بكر حُمَيد المالَقيّ، وأَحمد بن مكنونٍ المَرَوي، وأبي بكر عتيق بن أَحْمد المالَقيّ، ونقل عنه الحكاية الآتية: "أخبرني صاحبُنا الفاضلُ أبو عبد الله بن عَيّاش عن أبي بكرِ بن حبيب المالَقيّ، قال: كان أبو بكرٍ هذا قاعدًا في ظِلّ شجرة بصَحْن جامع مالَقة وقارئ يقرأ كتابَ "الحِلية" لأبي نُعيم على الناس يُسمِعُهمٍ إيّاه، فجرى ذكرُ أحد الفُضلاء المذكورين فيه وذى مناقبه وكراماتِه، فصاح صَيْحةً ثم سكَتَ وسكن فحُرِّك فأُلفي ميّتًا، رحمه الله" (¬2)، كما ذكره في الآخِذين عن أبي عبد الله محمد بن عِيَاض الحفيد، وفي جميع هذه المرّات قال فيه: "صاحبُنا". ووجدناه في ترجمة أبي الحَسَن العَشّاب الرُّندي نزيل مالَقة يقول: "حدّثنا عنه شيخانا: أبو الحَسَن الرّعيني وأبو عبد الله بن عَيّاش الخَزْرجي"، وكذلك يقول في ترجمة أبي القاسم القاسم ابن الطَّيْلَسان القُرطُبي نزيل مالَقة: "رَوى عنه غيرُ واحد، وحدّثنا عنه من شيوخنا: صِهرُه أبو عبد الله بن عَيّاش" (¬3).
ويدفعُنا صنيعُ ابن عبد الملك هنا إلى التساؤل عن سببِه، والسرِّ فيه، فهل هو يتحدّث عن شيخ واحد ترَقّى من رتبة الأصحاب إلى رتبة الأشياخ؟ أم أنّ الثانيَ غيرُ الأول؟ وقد ترجم الوادي آشي في "برنامجَه" لاثنينِ، أحدهما: "محمد بن عَيّاش بن محمد بن عَيّاش القرطبي نزيلُ مالَقة، أخَذ عن أَبيه وصِهرَيْه أبي جعفرٍ وأبي القاسم ابنَي الطَّيْلَسان وأبي عبد الله اللّوشيِّ، وأجازه سهل بن مالك وابنُ بَقِيّ وغيرهما"، وثانيهُما: "محمد بن محمد بن عَيّاش المالَقيُّ المَرّاكُشي، يَروي عن إبراهيم بن محمد بن عُبَيد الله، وعن أبي القاسم ابن الطَّيْلسان" (¬4)؛ ومن الواضح أنّ الثانيَ ولدُ الأول، والذي يبدو أنّ الأولَ منهما هو الذي يصحُّ أن يُعَدَّ في شيوخ ابن عبد الملك، وهو الذي ذكَرَه في ترجمة والده عَيّاش وسمّاه من
¬__________
(¬1) الذيل والتكملة 5/الترجمة 884.
(¬2) المصدر نفسه 5/الترجمة 229.
(¬3) المصدر نفسه 5/الترجمة 1090.
(¬4) برنامج الوادي آشي: 128، 137.

الصفحة 64