كتاب الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة (اسم الجزء: 1)

أهل إشبيلِيَةَ منها سنة ستّ وأربعين وست مئة. وخبر ابنه أَوْلى بالاعتماد عليه. والله أعلم" (¬1).
ومن هؤلاء أَيضًا: أبو العبّاس أَحْمد بن أبي جعفر أَحْمد بن مُنعم العَبْدَريّ الدّانيّ نزيلُ مَرّاكش، ترجَم ابن عبد الملك لوالده المسَمَّى وذكَرَ أنه كان بارعًا في العدد والهندسة والطِّبّ، ونقَل بعضَ ما في هذه الترجمة عن صاحبه المذكور فقال:
"فمن مشهور تصانيفه: "فقهُ الحساب" كتابٌ جليل الفائدة، و"مقالةٌ في استنباط أعداد الوفق"، و"تجريدُ أخيار كتب الهندسة على اختلاف مقاصدها"، ويُذكر من شَغَفه بهذا الفنّ أنه كان لا ينامُ من الليالي حتى يَعرِض على خاطره "كتابَ الأركان" لأوقليدس بادئًا من آخِر شكل فيه متقهقرًا إلى ما قبلَه وصاعدًا إلى أول شكل منه؛ إذ كان فهْمُ كلِّ شكل ينبني على فهم ما قبلَه من الأشكال، شُهِر ذلك عنه وعُرف منه، وأخبرني به صاحبُنا أبو العبّاس ابنه رحمه الله، وعَرَضَ عليّ تصانيفَه هذه التي سمِّيت وغيرها، وكانت جملة وافرة" (¬2).
ومنهم كذلك: أبو القاسم هبةُ الله ولدُ أبي عبد الله الحَرّار القُرطُبي نزيل مَرّاكُش. ذكَرَه في ترجمة والده هذا الذي كان حَرّارًا في قُرطبة ثم أصبح عَدْلًا عاقدًا للشّروط في مَرّاكُش، وقد جالسَ ابنُ عبد الملك الوالدَ كثيرًا وكان صاحبًا لابنه، قال في ترجمة أبي عبد الله الحَرّار: "وهو أبو صاحبنا أبي القاسم هبة الله" (¬3). ومما يجمَعُ بين الصاحبَيْن أنهما يشتركان في النّسَب الأَنْصاريّ الأوْسيّ، وكانا يلتقيانِ في حلقات الدّرس ومجالس الوعظ، وقد ذكَرَه فيمن رَوى عن الواعظ البغداديِّ محمد بن عبد الوهّاب ابن الحَنْبلي فقال: "رَوى عنه أبو جعفر بن الزُّبير، وأبو
¬__________
(¬1) الذيل والتكملة 6/الترجمة 785.
(¬2) المصدر نفسه.
(¬3) المصدر نفسه 6/الترجمة 349.

الصفحة 67