كتاب الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة (اسم الجزء: 1)

عبد الله بن أبي بكر بن رشيد البغداديُّ الواعظ، وصاحبُنا أبو القاسم هبةُ الله بن محمد بن أبي بكر بن سعيد بن عبد الغفور الأوْسيّ" (¬1).
ونذكر من هذه الطَّبقة أَيضًا، أَبا محمد عبدَ الله ابن قُطرال، وهو ولدُ قاضي مَرّاكُش أبي الحَسَن ابن قُطرالَ الذي ذكَرْنا فيما سبَق أنه كان يسكُن دارًا في مُلك ابن عبد الملك بجوار داره، ولئن فاتته الروايةُ عن ابن قُطرالَ الوالدِ حسبما رأينا من تحسُّره على ذلك، فقد كان له صلة بولده هذا الذي وَلي القضاء هو وأخوه أبو عبد الله محمدٌ، وممّا نقَلَه ابنُ عبد الملك عن أبي محمد ابن قُطرال المذكور هذا النصُّ المتعلِّق بلهجة أهل شرق الأندلس، قال: "وقد أذكرَتْني حكايةُ شيخنا أبي الحَكَم هذا ما ذكَرَ ليَ الفقيهُ القاضي أبو محمد بن أبي الحَسَن ابن قُطْرال رحمه الله أنه رأى مكتوبًا بنقْش في جِصّ على باب حمّام أو فندق -الشكُّ منّي-: رحم الله عبدًا صنَع شيئًا فأطقنه، بالطاء، يريدُ: فأتقنَه" (¬2). وفي "الذّيل والتكملة" نُقولٌ أخرى تتّصل بأبي الحَسَن ابن قُطرال لعلّ ابن عبد الملك يستندُ فيها إلى ولدِه أبي عبد الله هذا. ومن هؤلاءِ أَيضًا: أبو الحُسَين محمد بن عبد الواحد ابن تقيّ المالَقيُّ الأصل المَرّاكُشيُّ الدار، ترجَمَ ابن عبد الملك لأبيه وأمِّه وجَدِّه لأمِّه، وقال في ترجمة أُمِّه فاطمة بنتِ عتيق ابن قَنْتَرال: "وكانت زَوْجَ الفاضل أبي عُمر عبد الواحد ابن تقيّ وأُمَّ صاحبِنا أبي الحَسَن محمد ابنه".
ومن أصحاب ابن عبد الملك المَرّاكُشيِّين: أبو عثمان سعيد بن جون المَرّاكُشيّ، وهذا هو الذي مكّن ابنَ رُشَيْد السَّبتي من نظم أبي الحَسَنُ البَسْطيّ في العَروض نقلًا عن ابن عبد الملك، وقد أثنَى عليه ابنُ رُشَيْد في رحلته، وذكَرَ أنه اغتَبطَ بمعرفتِه وتأنَّس بصُحبتِه وقال فيه: "الأديب المقرئ الأستاذ"، وزاد في وصفه قائلًا: "أحدُ الأدباء الفُضَلاء، محبٌّ في السَّماع والغناء، وشأنُه عجيب، وتكوينُه غريب، وله مشاركة في القراءات والعربيّة والأدب والعدد والفرائض
¬__________
(¬1) الذيل والتكملة 8/الترجمة 121.
(¬2) المصدر نفسه 1/الترجمة 221.

الصفحة 68