كتاب الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة (اسم الجزء: 1)

أحمدَ بن عليّ الأنصاريّ، وقَفَلَ إلى بلدِه بروايةٍ واسِعة وفوائدَ جَمّة، وجَلَبَ كتُبًا نافعة وتصانيفَ غريبة، وأخَذَ عنه بها جماعةٌ منهم: ابنُه أبو النُّور محمدٌ جارُنا بمَرّاكش، والأحامدُ: ابنا العَلِيَّينِ: ابنُ عَمْريل وابن هارونَ، وأبناء المحمَّدين: ابن عيسى المومنانيُّ أبو عبد الله وابنُ أبي الخليل وابنُ يوسُفَ بن فَرْتُون، وسُليمانُ بن عليّ بن محمد بن سُليمان وطَلْحةُ بن محمد بن طَلْحة، وأعبُدُ الله: ابنُ عبد الرّحمن بن بُرْطُله وابنُ عبد الرزّاق وابنُ قاسم الحَرّار، وبَنُو المحمَّدين: ابنُ أبي الحَسَن بن الحَجّاج وأبي عبدِ الله بن عيسى المومنانيّ المذكور وأبي الوليد ابن الحاجّ، وأبو القاسم عبدُ الكريم بن عِمرانَ، وأبو بكرٍ عَتِيقُ بن الحُسَين بن رَشِيق، والمحمَّدون: أبو الخَطّاب بنُ أحمدَ بن خليل، وابنُ أبي بكر بن خلف بن المَوّاق وابنُ سليم أبَوا عبد الله، وأبناءُ المحمَّدين: ابنُ عبد العزيز أبو بكر ابنُ أُختِ أبي القاسم بن صَافٍ وابن عامِر بن فَرْقَد أبو عُبيدةَ وابن يوسُفَ أبو بكرٍ أبو العافية، والدّكالي، وحَدَّث (¬1) عنه بالإجازة غيرُ واحدٍ من نُظَرائِه منهم: أبو الحَسَن بن محمد الشَّاري.
وحدّثنا عنه شيوخُنا: أبو عليٍّ الحُسَين بن عبد العزيز ابن الناظِر، وأبو الحَسَن بن محمدٍ الرُّعَيْني، وأبو عبد الله بن عليّ بن هشام، وأبو الحُسَين اليُسْر.
وكان محدِّثًا حافظًا ناقِدًا ذاكرًا تواريخَ المحدّثين وأنسابَهم ومَوالدَهم ووَفَياتِهم وتعديلَهم وتجريحَهم، سُنّيًّا ظاهريَّ المذهب، مُنْحِيًا على أهل الرأي شديدَ التعصُّب لأبي محمد عليّ بن أحمدَ بن حَزْم، وعنه انتَشرَتْ تصانيفُه، إذ كان قد عُنِي بها كثيرًا واستَحسَنَها وأنفَقَ عليها أموالًا جَسِيمةً حتى استَوعبَها جَمْعًا فلم يَشُذَّ عنه منها إلّا ما لا خَطَرَ له إن كان قد شَذَّ، مُقتدِرًا على ذلك، مُعانًا عليه بجِدَتِه وَيَسارِه، بعدَ أن تفَقَّه طويلًا على أبي الحُسَين محمد بن محمد (¬2) بن زَرْقونَ في مذهبِ مالك.
¬__________
(¬1) من هنا إلى "الشاري" سقط كله من ق.
(¬2) في ق: "أحمد"، محرف، وهو مترجم في التكملة الأبارية (1637).

الصفحة 687