كتاب الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة (اسم الجزء: 1)

[والعَروض] , وينظمُ وينشئُ، معَ ذاتٍ فاضلة وعَقْل جيّد وعِفّة ظاهرة" (¬1). لم يذكُر ابن عبد الملك صاحبَه هذا؛ إذْ لم تكن مناسبةٌ لذكرِه في الأسفار الموجودة من "الذّيل والتكملة"، وإنّما أشار إلى علاقته به ابنُ رشيد، ويستفادُ من كلام هذا أنّ ابن عبد الملك وابنَ جون اشتَركا في الأخْذ عن عالِم مَرّاكُش وقاضي جماعتها وإمامِها أبي عبد الله المدعوّ بالشريف. وفي ترجمة ولدِ ابن عبد الملك أنه درَسَ العربيّة على أبي عثمان سعيد بن عبد الله (¬2)، ويبدو أنه هو صاحبُ ابن عبد الملك هذا.
ومن أصحابه: أبو محمد عبد الله بن عليّ بن أبي خُرْص الضّرير، أشار إليه في السِّفر السادس عندَ ترجمة شيخِهما أبي عبد الله ابن عَسْكر فقال وهو يَسرُد مؤلفاتِه: "ومنها: "الجزءُ المختصَر في السُّلوِّ عن ذهابِ البصَر" ألّفه لصاحبِنا أبي محمد بن أبي خُرص الضّرير الواعظ، رحمه الله" (¬3). وقد استفاد ابنُ عبد الملك من صاحبه الضّرير هذا بعضَ الفوائد ومنها المجالسُ الوَعْظيّة التي ألّفها أبو المطرف أحمدُ بن عَمِيرة المخزوميّ، قال في ترجمته: "وله مجالسُ وَعْظيّة كان يصنَعُها للواعظِ الفاضل الصّالح أبي محمد بن عليّ بن أبي خُرص رحمه الله، ومن قِبَلِه استفدناها" (¬4). ويبدو أنّ ابنَ عبد الملك عَرَف صاحبَه هذا في مدينة مَرّاكُش، ولكنّنا لا نعرفُ هل هو من أهلِها أم من الطارئينَ عليها، كما أنّنا لا نعرفُ أين التقَى بابن عَسْكر المالَقيّ الذي ألّف له الكتابَ المذكورَ تأنيسًا للوَحْشة التي كان يُحِسُّ بها من عَمَاه وتَسْليةً له عن فُقدان بصَرِه، ويمكنُ أن يكَونَ لقاؤه إيّاه إمّا بمالَقة بلدِ ابن عسكر أو بمَرّاكُش التي ربّما زارها هذا الأخيرُ بمناسبة بَيْعة المأمون الموحِّدي (¬5).
¬__________
(¬1) رحلة ابن رشيد 6/ 3 (مخطوط).
(¬2) الدرر الكامنة 4/ 194.
(¬3) الذيل والتكملة 6/الترجمة 1218.
(¬4) المصدر نفسه 1/الترجمة 231.
(¬5) المصدر نفسه 6/الترجمة 1218.

الصفحة 69