كتاب الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة (اسم الجزء: 1)

دارَتْ شَعوبُ على الشُّعوب وما عدا ... بالشُّرب فيها الدّورَ ساقي الكاسِ
حُكْمُ المُسَوَّدِ والمَسُودِ إذا مضَتْ ... أحكامُها جارٍ بغيرِ قياسِ
ساوَى دَعِيُّ زيابٍ في شُربِها الصُّرَحاءَ من ذُريّة العبّاسِ
لا يحتَمي ليْثُ الشَّرى في غابةٍ ... منها ولا ريمُ الفلا بكِناسِ
يا مَن يَرومُ نضالَ رامٍ قوسُهُ ... ليست تُقاسُ بهذه الأقواسِ
كيف احتراسُك من سِهامٍ ريشُها الـ ... أقدارُ قد حُجِبت عن الحُرّاسِ؟
لم تَعدُها في الجوِّ طائرةٌ ولا ... نونٌ بطامسةِ الغديرِ عِمَاسِ
حسْبُ المنيّةِ أن يُلاقى خَطْبُها الـ ... ــــمكروهُ بالتسليم والإبساسِ
إيهٍ أبا العبّاس كيف يلينُ مِن ... بعدِ افتقادِك قلبُ دهرٍ قاسِ؟
إيهِ أبا العبّاس كيف مِرَاسُنا ... للحادثاتِ ولاتَ حينَ مِراسِ؟
من ذا يُبشِّرُ بالطلاقة خائفًا ... لاقاهُ وَجْهُ زمانِه العبّاسِ
من يَستقلُّ بطبِّ ما أعيا الوَرَى ... من مُعضِلاتِ الجهل والإفلاسِ؟
كم فرقةٍ عرِيَت وجاعَتْ بعدَما ... كانت طَواعِمَ مِن نداكَ كوَاسِ
ألِفُوا لمَفْقَدِك السُّهادَ فأصبحَتْ ... أجفانُهمْ لا تغتَدي بنُعاسِ
يتَملمَلونَ أسًى كأنّ جُنوبَهمْ ... فوقَ المضاجع في حصيدِ هِراسِ
مَنْ ذا يُواسيهمْ ويَأْسُوهمْ وقد ... غَرَبَ المُواسي في الوَرى والآسي؟!
مَنْ ذا يَدُلُّ على الهدى مُسترشِدًا ... متردِّدًا في حَيْرةِ الإبلاسِ؟!
هُزّت لحينِ رداكَ أعمِدةُ الهدى ... وأباحَ رُزْؤك واريَ الأحراسِ
هذي المدارسُ قد خَلَت من أُنْسِها ... بكَ في عِداد الأربع الأدراسِ
أسَّستَ بالآثارِ علمَكَ مُوقِنًا ... أنّ البناءَ يَهي بغيرِ أساسِ

الصفحة 691