كتاب الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة (اسم الجزء: 1)
ولا نعرف متى استقر سلَفه بمَرّاكُش, ولكننا نأنَس من تعلُّقِه بمدينته ومعرفته بخططها وأنساب أهلِها وأحوالهم أنَّه مَرّاكُشيٌّ عريق، كما أننا لا نعرف شيئًا عن المسمَّيْنَ في نسبه من أجدادِه.
أما والدُه فقد كان من أهل العلم والفضل والخير والصلاح، وكان من أعيان بلده، ولم نقفْ له على ترجمة، ولم يترجِمْ له ابنُ عبد الملك في الغرباء، ولعلّ ذلك -فيما نحسَب- لأنه لم يدخل الأندَلُس، ومن ثم لم يكن على شرط كتابه، ولكنه يشيرُ إليه خلال بعض التراجم، ويوضّح ما كان بينَه وبين أولئك المترجَمين من صلات التلمذة أو الصحبة. فقد ذكره في ترجمة المقرئ الخَطيب أبي الحَسَنَ الأخفَش نزيل مَرّاكُش فقال: "روى عنه صهرُه محمد بن المُهاجِر، وأبي رحمه الله، وتلا عليه بالسبع" (¬1). وعدّه في الآخِذين عن عمر بن مَوْدود الفارسيِّ الذي ورَدَ على مَرّاكُش في عهد الرشيد الموحِّدي (639 هـ -640 هـ) والمتوفَّى بمَرّاكُش سنة 639 هـ، فقال: "روى عنه جماعةٌ من أهلها والمستوطنينَ بها من غيرهم، منهم: أبو عبد الله: أبي رحمه الله ... " (¬2)، وقال ما يُفهَمُ منه أنّ هذا الشيخَ المتصوّف الذي حَظِي عند الخليفة الرشيد كان مرةً في مجلس والده وتنبّأَ لصاحبنا ابن عبد الملك بمستقبل علميّ زاهر، وعرَضَ لذكر والده في ترجمة أبي عبد الله ابن الطَّراوة المَرّاكُشيِّ الذي شَغَلَ فترة -فيما يبدو- خُطّة الإشراف في عهد الرشيد الموحِّدي (¬3) وتوفِّي سنة 659 هـ، فقال: "وكانت بينَه وبين أبي رحمهما الله مودّة قديمة متأكِّدة كان يَذكُرُها ... " (¬4).
¬__________
(¬1) الذيل والتكملة 5/الترجمة 717.
(¬2) انظر ترجمة رقم (35) من السفر الثامن.
(¬3) البيان المغرب: 283 (قسم الموحدين).
(¬4) انظر الترجمة رقم (63) من السفر الثامن.
الصفحة 7
784