كتاب الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة (اسم الجزء: 1)
القابسيُّ نسيبُه، وأبو محمد عبد الله بن يحيى بن سُليمان التراريُّ الحاجّ المعروفُ بالمَرّاكُشيّ شاعره، والحاجُّ النّبيل أبو إبراهيم بن عبد السّلام بن عُمر القَزُوليُّ صَفِيُّه، وأبو الحَسَنُ عليُّ بن إسماعيل بن عبد الله بن محمد بن إسماعيل الأغماتيّ، وقد ترجَم ابنُ عبد الملك للأوّل من هؤلاءِ ترجمةً موسَّعةً حافلةً بالاستطرادات المفيدة (¬1)، وهو مَهْريُّ النّسَب، سَلَويُّ الأصل، تنقّل بين القَصْر الكبير ومالَقة وسِجِلْماسة، واشتَغل بالكتابة لدى بعض الأمراءِ والقضاة، واستَوطن في الأخير مدينةَ أغمات حيث عرَفَه ابنُ عبد الملك كاتبًا عند واليها أبي عليّ المِلْيانيّ المذكور.
وأمّا الثاني من هؤلاءِ فلم نقفْ له على ترجمة، ويبدو أنه من الحاشية التي قد تكونُ صَحِبت المِلْيانيَّ عند لجوئه إلى المغرِب، ويظهرُ أنّ الثانيَ والثالثَ من أعلام مَرّاكُش، ولكننا لم نجدْ لهما ذكرًا في المصادر التي بين أيدينا.
وأمّا الخامسُ فيستفادُ، مما ذَكَرَه ابنُ عبد الملك، أنه أديبٌ شاعرٌ هَوّاريُّ الأصل أغْماتيُّ البلد، ويبدومن سلسلة نسَبِه أنه حفيدُ الوليِّ الصالح أبي عبد الله محمد بن إسماعيل الهَوّاريّ الأغماتيّ المتوفّى عام 581 هـ, وفي "التشوُّف" ترجمته (رقم 118) وأخبارٌ أخرى تُطلعنا على مكانته العلميّة والروحيّة في أغمات، وحفيدُه المذكور الذي كان من حاشمية المِلْيانيّ وَصَفَه المؤلّف بأنه: "أبرعُ من اشتملت عليه أغماتُ حينَئذٍ وأسرعُهم بديهةً وأشهرُهم إجادةً وتفنُّنًا" (¬2)، وأورد له في مكانٍ آخرَ قصيدةً في الإشادة بالخِزانة التي أنشدها أبو الحَسن الشاريّ في سَبْتة، وقال ابنُ عبد الملك في التمهيد لها: "وسمِعتُها من لفظِه رحمه الله" (¬3)، ومعنى ذلك أنه كان متوفًّى عندما كان ابنُ عبد الملك يحرِّر كتابه في نهاية العِقد الأخير من القرن السابع الهجريّ.
¬__________
(¬1) انظرها في السفر الثامن رقم (234).
(¬2) المصدر نفسه.
(¬3) المصدر نفسه ترجمة رقم (12).
الصفحة 86
784