كتاب الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة (اسم الجزء: 1)

إليها"، انبرى له ابنُ عبد الملك قائلا: قال المصنَف عفا الله عنه: "ما تضمَّنته هذه الترجمة (أي: عنوانُ الكتاب المذكور) من ذكْر أنواع الأربعينَ لا يصحُّ أكثرُها ولا يَسلَمُ على الانتقاد منها إلا أقلُّها، وقد نبَّهتُ على ما لحِقَه فيما أخَلَّ به من ذلك في مقالة بيّنتُ فيها معتمدَه ومنحاه" (¬1). بينما نجدُه يمتدح صنيعَ ابن الأَبَّار من أنواع الأربعينَ الذي عنوانُه: "الأربعونَ حديثًا عن أربعينَ شيخًا من أربعينَ مصنَّفًا، لأربعينَ عالمًا من أربعينَ طريقًا، إلى أربعينَ تابعًا، عن أربعينَ صاحبًا، بأربعينَ اسمًا من أربعينَ قبيلًا في أربعينَ بابًا"، فيقولُ بلهجة المطّلع المُنصِف: إنّ ابنَ الأبّار أَبان في هذا الكتاب عن "اقتداره مع ضِيق مجالِه عما عجَزَ عنه المَلّاحيّ" (¬2). وعلى ذكر المَلّاحيِّ نشيرُ إلى أنّ ابن عبد الملك نقَلَ في "الذّيل والتكملة" ما يلي: "وكان أبو محمد ابنُ حَوْط الله يقول: "المحدِّثون بالأندَلس ثلاثة: أبو محمد ابنُ القُرطبي وأبو الرّبيع بن سالم، ويَسكُتُ عن الثالث فيرونَه يعني نفْسَه، قال أبو عبد الله ابنُ الأبّار: ولم يكن أبو القاسم المَلّاحيُّ بدونهم"، وقد عقَّب على هذا الكلام بقولِه: "قال المصنّف عفا الله عنه: أبو القاسم المَلّاحيُّ وإن كان من مشاهير المحدِّثين، وجِلّة الحُفّاظ المؤرِّخين، فإنه ينحَطُّ مهاويَ كثيرةَ عن مَرْقى هؤلاء العِلْية رحمهم الله، ولا يدانيهم في تفنُّنِهم وجلالة معارفِهم، ومن تصفَّح أحوالَهم وتأمّل آثارَهم تبيّن له ما ذكرتُه" (¬3). ولا أريد أن أُطيلَ في سرد الدّلائل على ثقافة ابن عبد الملك الحديثيّة، فهي كثيرة.
وثمّةَ نماذجُ من أسانيدِه ومَرْويّاتِه الحديثيّة في كتابه "الذّيل والتكملة" (¬4)، ومذكّراتِ ابن الحاجِّ البَلَّفيقيّ (¬5)، و"استنزالِ السَّكينة" (¬6).
¬__________
(¬1) الذيل والتكملة 6/الترجمة 1113.
(¬2) المصدر نفسه 6/الترجمة 709.
(¬3) المصدر نفسه 4/الترجمة 363.
(¬4) المصدر نفسه 1/الترجمة 34، 674 و 4/الترجمة 87 و 5/الترجمة 313 و 8/الترجمة 172.
(¬5) انظر سنده في الموطإ ص 115.
(¬6) انظر الإعلام للمراكشي 4/ 332 - 333.

الصفحة 97