كتاب الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة (اسم الجزء: 1)

مستوى الثقافة الأدبيّة لمن يدرُس في المرحلة الابتدائية من تعلُّمه "حماسةَ أبي تَمّام" والأشعار السِّتة، و"جُمَل" الزجّاجي و"فصيح ثعلب" (¬1).
وقد انتفَع ابن عبد الملك في تكوينه الأدبيِّ بشيوخ الأدب في عصره وأعلام الترسيل والقريض في وقته من طبقة الرُّعَيْنيِّ وغيره.
كما قرأ الكثيرَ من أُمّهات الأدب، وكُتُب النّحو، ودواوين الشّعر، ومصنَّفات العروض، ولو شئنا أن نحصي مقروءاتِه ممّا ذكرنا، من خلال كتابه "الذّيل والتكملة"، لكثُر العدّ وعسُر الحَدّ، ويتميّز كتابُه المذكورُ بالتعرُّض للمسائل النّحوية واللّغوية والعَروضية، كما يختلفُ عن غيره من كُتُب التراجم الأندَلسيّة بكثرة الاختيارات الأدبية، فابنُ عبد الملك كما يقولُ أستاذنا المرحوم عبد العزيز الأهوانيّ: "لا يقفُ عند ذكْر الناحية العلميّة -كما فهِمَها أهلُ عصره- من سَرْد أسماءِ الشيوخ والتلاميذ والمؤلَّفات، وإنّما يتجاوزُ ذلك إلى الأدب نثرًا وشعرًا، فيورد القصائدَ الطِّوال والرسائلَ الأدبيّة التي تَدخُلُ في باب الإخوانيّات ممّا يجعلُ بعضَ أجزاءِ كتابه أشبَهَ بكتاب "الذّخيرة" لابن بَسّام منه بكتاب ابن الفَرَضيّ أو ابن بَشْكُوال" (¬2). وإنّ إلقاءَ نظرة على فهارس القوافي والرسائل الإخوانيّة والدّواوين الشّعرية والمصنَّفات الأدبيّة في الأسفار الموجودة من الكتاب لَيَدُلُّ على مدى سَعة اطّلاع ابن عبد الملك في الآدابِ وتبحُّره فيها. وأمّا تعرُّضُه للمسائل النّحوية واللّغوية والعَروضيّة والنّقدية فهو مبثوثٌ في ثنايا بعضِ التراجم (¬3).
وكان للعَروض نصيبٌ كبير من عناية ابن عبد الملك؛ إذ إنه وقَفَ على ما لم يقفْ عليه غيرُه من مصنَّفاته، وألّف فيه، ونافَسَ أقرانَه من أمثال القللوسيِّ
¬__________
(¬1) الذيل والتكملة 1/الترجمة 28 و 5/الترجمة 457.
(¬2) مجلة المعهد المصري العدد 3 المجلد 1 ص 10.
(¬3) الذيل والتكملة 1/الترجمة 12، 78، 231، 326، 419 و 4/الترجمة 303 و 5/الترجمة 347، 1200 و 6/الترجمة 10، 240، 836.

الصفحة 99