كتاب إتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة (اسم الجزء: 1)

(الحجف) : جمع حجفة، وهي الترس.
(الاصطلام) : الاستئصال: قال أبو داود: "وهو القطع المستأصل". وقال الخطابي: "أصله من الصلم، وهو القطع". وقال ابن الأثير: "الاصطلام: استئصال الشيء وأخذه جملة".
وعن معاوية بن حديج رضي الله عنه؛ قال: «كنت عند معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما حين جاءه كتاب من عامله يخبره أنه أوقع بالترك وهزمهم وكثرة من قتل منهم وكثرة ما غنم، فغضب معاوية من ذلك، ثم أمر أن يكتب إليه: قد فهمت ما ذكرت مما قتلت وغنمت؛ فلا أعلمن ما عدت لشيء من ذلك، ولا قاتلتهم؛ حتى يأتيك أمري. قلت له: لم يا أمير المؤمنين؟ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لتظهرن الترك على العرب حتى تلحقها بمنابت الشيح والقيصوم فأنا أكره قتالهم لذلك» .
رواه أبو يعلى. قال الهيثمي: "وفيه من لم أعرفهم".
قلت: وحديث بريدة يشهد له ويقويه.
وأيضا فقد ظهر مصداقه، وشهد له الواقع بالصحة، وذلك حين ظهرت التتار على المسلمين، وألحقوا العرب بمنابت الشيح والقيصوم من جزيرة العرب.
وعن ابن مسعود رضي الله عنه: أنه قال: "يوشك أن لا تأخذوا من الكوفة نقدا ولا درهما". قيل: وكيف؟ قال: "يجيء قوم كأن وجوههم المجان المطرقة، حتى يربطوا خيولهم على السواد، فيجلوكم إلى منابت الشيح، حتى إن البعير والزاد أحب إلى أحدكم من القصر من قصوركم هذه".
رواه ابن أبي شيبة.

الصفحة 372