كتاب إتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة (اسم الجزء: 1)

ورواه: الإمام أحمد، وأبو داود الطيالسي، وأبو نعيم في "الحلية"؛ من حديث نصر بن عاصم الليثي؛ قال: أتيت اليشكري في رهط من بني ليث؛ قال: ما جاء بكم يا بني ليث؟ قلنا: جئنا نسألك عن حديث حذيفة رضي الله عنه؟ قال: غلت الدواب، فأتينا الكوفة نجلب منها دوابا، فقلت لصاحبي: أدخل المسجد، فإذا كانت الحلقة خرجت إليها. فدخلت المسجد، فإذا حلقة كأنما قطعت رؤوسهم، مجتمعون على رجل، فجئت، فقمت، فقلت: من هذا؟ قالوا: من أهل الكوفة أنت؟ قلت: لا؛ بل من أهل البصرة. قالوا: لو كنت من أهل الكوفة؛ ما سألت عن هذا، هذا حذيفة بن اليمان. فدنوت منه، فسمعته يقول: «كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر وعرفت أن الخير لن يسبقني. قلت: يا رسول الله! أبعد هذا الخير شر؟ قال: "يا حذيفة! تعلم كتاب الله واتبع ما فيه"؛ قالها ثلاثًا. قال: قلت: يا رسول الله! هل بعد هذا الخير شر؟ قال: "فتنة وشر" (وفي رواية أبي داود الطيالسي: فقال: هدنة على دخن) . قلت: يا رسول الله! ما الهدنة على الدخن؟ قال: "لا ترجع قلوب أقوام إلى ما كانت عليه". ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثم تكون فتنة عمياء صماء، دعاة الضلالة (أو قال: دعاة النار) ، فلأن تعض على جذل شجرة خير لك من أن تتبع أحدًا منهم» .
ورواه أبو داود السجستاني من حديث نصر بن عاصم؛ قال: أتينا اليشكري في رهط من بني ليث، فقال: من القوم؟ فقلنا: بنو ليث؛ أتيناك نسألك عن حديث حذيفة (فذكر الحديث) ..... «قال: قلت: يا رسول الله! هل بعد هذا الخير شر؟ قال: "فتنة وشر". قال: قلت: يا رسول الله! بعد هذا الشر خير؟ قال: "يا حذيفة! تعلم كتاب الله واتبع ما فيه"؛ ثلاث مرات. قال: قلت: يا رسول الله! هل بعد هذا الشر خير؟ قال: "هدنة على دخن، وجماعة على أقذاء فيها أو فيهم". قلت: يا رسول الله! الهدنة على الدخن؛ ما هي؟ قال:»

الصفحة 72