كتاب المسند المصنف المعلل (اسم الجزء: 1)

وقال يَعلى: خذ نونا ميتا، حيث ينفخ فيه الروح، فأخذ حوتا، فجعله في مكتل، قال لفتاه: لا أكلفك إلا أن تخبرني حيث يفارقك الحوت، قال: ما كلفتني كثيرا، فذاك قوله، تبارك وتعالى: {إذ قال موسى لفتاه} يوشع بن نون (ليست عن سعيد بن جبير) قال: فبينا هو في ظل صخرة، في مكان ثريان، إذ تضرب الحوت، وموسى نائم، قال فتاه: لا أوقظه، حتى إذا استيقظ، نسي أن يخبره، وتضرب الحوت حتى دخل البحر، فأمسك الله، تبارك وتعالى، عليه جرية البحر، حتى كأن أثره في جحر، فقال لي عَمرو: وكأن أثره في حجر، وحلق إبهاميه، واللتين تليانهما {لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا}، قال: قد قطع الله، تبارك وتعالى، عنك النصب (ليست هذه عن سعيد بن جبير) فأخبره، فرجعا، فوجدا خضرا، عليه السلام، (فقال (¬١) لي عثمان بن أبي سليمان) على طنفسة خضراء على كبد البحر، قال سعيد بن جبير: مسجى ثوبه، قد جعل طرفه تحت رجليه، وطرفه تحت رأسه، فسلم عليه موسى، فكشف عن وجهه، وقال: هل بأرضك من سلام، من أنت؟ قال: أنا موسى، قال: موسى بني إسرائيل؟ قال: نعم، قال: فما شأنك؟ قال: جئت لتعلمني مما علمت رشدا، قال: أما يكفيك أن التوراة بيدك، وأن الوحي يأتيك يا موسى، إن لي علما لا ينبغي أن تعلمه، وإن لك علما لا ينبغي أن أعلمه، فجاء طائر فأخذ بمنقاره، فقال: والله، ما علمي وعلمك، في علم الله، إلا كما أخذ هذا الطائر بمنقاره من البحر، حتى إذا ركبا في السفينة، وجدا معابر صغارا، تحمل أهل هذا الساحل إلى هذا الساحل، عرفوه، فقالوا: عبد الله الصالح. فقلنا

⦗١٥٩⦘
لسعيد: خضر؟ قال: نعم، لا يحملونه بأجر، فخرقها، ووتد فيها وتدا، قال موسى: {أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئًا إمرا}.
قال: قال مجاهد: نكرا.
{قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا}، وكانت الأولى نسيانا، والثانية شرطا، والثالثة عمدا، {قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا}، فلقيا غلاما فقتله.
---------------
(¬١) القائل، هو ابن جُريج، وعثمان بن أبي سليمان، هو القرشي، راويه عن سعيد بن جبير.

الصفحة 158