كتاب المسند المصنف المعلل (اسم الجزء: 1)

٦٩ - عن الطفيل بن أُبي بن كعب، عن أبيه، عن النبي صَلى الله عَليه وسَلم؛
«{وألزمهم كلمة التقوى}، قال: لا إله إلا الله» (¬١).
أخرجه التِّرمِذي (٣٢٦٥) وعبد الله بن أحمد (٢١٥٧٥).
كلاهما (محمد بن عيسى التِّرمِذي، وعبد الله بن أَحمد بن حنبل) عن الحسن بن قَزَعة أَبي علي البصري، قال: حدثنا سفيان بن حبيب، قال: حدثنا شعبة، عن ثُوَير بن أَبي فاختة، عن أَبيه أَبي فاختة سعيد بن علاقة، عن الطُّفيل بن أُبي بن كعب، فذكره (¬٢).
- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ غريبٌ، لا نعرفه مرفوعًا إلا من حديث الحسن بن قَزَعة.
وسألتُ أَبا زُرعَة عن هذا الحديث، فلم يعرفه مرفوعًا إلا من هذا الوجه.
---------------
(¬١) اللفظ للترمذي.
(¬٢) المسند الجامع (٦٩)، وتحفة الأشراف (٣١)، وأطراف المسند (٣٨).
والحديث؛ أخرجه الطبراني (٥٣٨)، والبيهقي في «الأسماء والصفات» ١/ ٢٦٧.
- فوائد:
- قلنا: إسناده ضعيفٌ؛ قال عباس بن محمد الدُّوري: سمعتُ يحيى بن مَعين يقول: ثُوير بن أَبي فَاخِتة ليس بشيءٍ. «تاريخه» (١٣٦٢).
- وقال البخاري: ثُوير بن أَبي فاختة، أَبو جَهم، الكوفي، واسم أَبي فاختة: سعيد بن عِلاقة، كَنَّاه أَبو نُعيم.
قال البخاري: وكان ابن عُيينة يغمزه.
وقال أَبو صفوان الثقفي: سمعت سفيان الثوري يقول: كان ثُوير من أَركان الكذب.
وكان يحيى، وابن مهدي لا يُحدثان عنه. «التاريخ الكبير» ٢/ ١٨٣.
- وقال أَبو زُرعَة الرازي: ثُوير بن أَبي فاختة كوفي، ليس بذاك القوي. «الجرح والتعديل» ٢/ ٤٧٢.
- وقال النَّسَائي: ثُوير بن أَبي فاختة، واسم أَبي فاختة: سعيد بن عِلاقة، ليس بثقة. «الضعفاء والمتروكين» (٩٨).
- وقال ابن حِبان: كان يقلب الأَسانيد، تجيء في رواياته أَشياء كأَنها موضوعة. «المجروحين» ١/ ٢٣٧.
- وقال البَرقاني: سمعت أَبا الحسن الدَّارَقُطني رحمه الله يقول ثُوَير بن أَبي فاختة، مولي بني هاشم، متروك، وأَبو فاخته سعيد بن عِلاقة. «سؤالاته» (٦٦).
- وأَخرجه ابن عَدي في «الكامل» ٣/ ١٧، في مناكير ثُوير.
وقال: ولثُوير غير ما ذكرتُ من الحديث، وقد نُسب إِلى الرفض، قد ضعفه جماعة كما ذكرتُ، وأَثر الضعف بَيِّن على رواياته.
- وقال الدَّارَقُطني: غريبٌ من حديث الطُّفيل، عن أَبيه، تَفرَّد به ثُوَير بن أَبي فَاختة، عن أَبيه، عنه، وغريبٌ من حديث شعبة، عن ثُوير، تَفرَّد به سفيان بن حبيب، عنه. «أَطراف الغرائب والأَفراد» (٦٠٠).
٧٠ - عن زِرّ بن حُبَيش، عن أُبي بن كعب؛
«أن رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم قال له: إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن، فقرأ عليه: {لم يكن الذين كفروا}، وقرأ فيها: إن ذات الدين (¬١) عند الله الحنيفية المسلمة،

⦗١٧٨⦘
لا اليهودية، ولا النصرانية، ولا المجوسية, من يعمل خيرًا فلن يكفره، وقرأ عليه: لو أن لابن آدم واديا من مال لابتغى إليه ثانيا، ولو كان له ثانيا لابتغى إليه ثالثا، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب» (¬٢).
- وفي رواية: «عن أُبي بن كعب، قال: قال لي رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم: إن الله، تبارك وتعالى، أمرني أن أقرأ عليك، قال: فقرأ علي: {لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة. رسول من الله يتلو صحفا مطهرة. فيها كتب قيمة. وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة}، إن الدين عند الله الحنيفية، غير المشركة، ولا اليهودية، ولا النصرانية، ومن يفعل خيرًا فلن يكفره، (قال شعبة: ثم قرأ آيات بعدها)، ثم قرأ: لو أن لابن آدم واديان من مال، لسأل واديا ثالثا، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، قال: ثم ختمها بما بقي منها» (¬٣).
---------------
(¬١) في طبعة الرسالة (٤٢٣٦): «إن الدين»، وأثبتناه عن طبعتي دار الغرب، والمكنز، و «الأحكام الكبرى» ٤/ ٤٢٢، إذ أورده من طريق التِّرمِذي، وأبي نُعيم ٤/ ١٨٧، والضياء في «المختارة» ٣/ ٣٦٨، إذ أخرجوه من رواية أبي داود، عن شعبة.
(¬٢) اللفظ للترمذي.
(¬٣) اللفظ لعبد الله بن أحمد.

الصفحة 177