كتاب المسند المصنف المعلل (اسم الجزء: 1)

٥٢٥ - عن عبد العزيز بن قيس، قال: أتينا أَنس بن مالك، فسألناه عن مقدار صلاة رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم فأمر نضر بن أنس، أو أحد بنيه، يصلي بنا الظهر، أو العصر، فقرأ: {والمرسلات}، و {عم يتساءلون} (¬١).
- وفي رواية: «أتيت أَنس بن مالك، فقلت: أخبرني عن صلاة رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم فأم (¬٢) أهل بيته، فصلى بنا الظهر والعصر، فقرأ بنا قراءة همسا، فقرأ بالمرسلات، {والنازعات}، و {عم يتساءلون}، ونحوها من السور».
أخرجه البخاري في «القراءة خلف الإمام» (٣٠٤) قال: حدثنا محمد، قال: حدثنا عفان. و «أَبو يَعلى» (٤٢٣٠) قال: حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي.
كلاهما (عفان، وإبراهيم) عن سكين بن عبد العزيز، عن المثنى بن دينار، القطان، الأحمري، قال: حدثني عبد العزيز بن قيس، فذكره (¬٣).
---------------
(¬١) اللفظ للبخاري.
(¬٢) تحرف في طبعة دار المأمون، إلى: «فأمر»، وجاء على الصواب في طبعة دار القبلة (٤٢١٥)، و «المقصد»، و «مَجمَع الزوائد»، و «الإتحاف»، و «المطالب».
(¬٣) المسند الجامع (٥٤٧)، والمقصد العَلي (٢٦٩)، ومَجمَع الزوائد ٢/ ١١٦، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (١٢٧٨)، والمطالب العالية (٤٧٢).
والحديث؛ أخرجه الطبراني في «الأوسط» (٢٧٥٥)، والبيهقي ٣/ ١١٨.
- فوائد:
- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال أَبو حاتم الرازي أَيضًا: مثنى بن دينار القطان، روى عن عبد العزيز، عن أَنس، عن النبي صَلى الله عَليه وسَلم؛ أَنه سُئل عن الساعة، روى عنه سُكَين بن عبد العزيز، هو مجهول. «الجرح والتعديل» ٨/ ٣٢٥.
- وقال ابن أَبي حاتم الرازي: عبد العزيز بن قيس، سأَلتُ أَبي عنه؟ فقال: هو مجهول. «الجرح والتعديل» ٥/ ٣٩٢.
- وقال الآجُري: سألتُ أَبا داوُد، عن سُكين بن عبد العزيز، فضعفه. «سؤالاته» (٩٨٩).
- وقال النَّسائي: سُكين بن عبد العزيز، بصري، وليس بالقوي. «الضعفاء والمتروكين» (٢٨٧).
- وقال ابن خُزيمة: روى سُكَين بن عَبد العزيز البصري، وأَنا بريءٌ من عُهدته، وعُهدة أَبيه. «صحيح ابن خزيمة» (٢٨٣٢).
- وذكره الدَّارَقطني في «الضعفاء والمتروكين» (٢٧٧).
٥٢٥ م- عن سليمان التيمي، عن أَنس بن مالك، عن رسول الله صَلى الله عَليه وَسلم؛
«أَنه كان يقرأُ في الفجر ما بين الستين إِلى مئة آية».
أَخرجه ابن خزيمة (٥٧١) قال: حدثناه أَحمد بن منيع، حدثنا يعقوب بن إِبراهيم، حدثنا سليمان التيمي، فذكره.
- لم يذكر ابن خزيمة لفظ حديث أنس، بل ذكر حديث سليمان التيمي، عن أَبي المنهال، عن أَبي بَرزة الأسلمي، عن النبي صَلى الله عَليه وَسلم، ثم قال ابن خزيمة (٥٧١): روى هذا الخبر من ليس الحديث صناعته، فجاء بطامة، رواه عن سليمان التيمي، فقال: عن أَنس بن مالك، عن رسول الله صَلى الله عَليه وَسلم، حدثناه أَحمد بن منيع، قال: حدثنا يعقوب بن إِبراهيم، قال: حدثنا سليمان التيمي، عن أَنس، عن رسول الله صَلى الله عَليه وَسلم، بهذا، وهذا خطأ فاحش، والخبر إِنما هو عن سليمان، عن أَبي المنهال، سيار بن سلامة، عن أَبي بَرزة، كذا رواه هؤلاء الحفاظ الذين الحديث صناعتهم.
- والحديث؛ أَخرجه الضياء في «المختارة» (٢١٥٨) من طريق أحمد بن مَنيع، حدثنا يعقوب بن إبراهيم، حدثنا سليمان التيمي، عن أنس، عن رسول الله صَلى الله عَليه وَسلم؛ أنه كان يقرأ في الفجر ما بين الستين إلى مئة آية.
وهذا هو طريق ابن خزيمة ولذلك أثبتنا متنه عن «المختارة».
- فوائد:
- سئل الدَّارَقطني عن حديث أَبي بَرزة، عن النبي صَلى الله عَليه وَسلم؛ أَنه كان يقرأ في صلاة الفجر ما بين المئة إِلى الستين.
فقال: يرويه شعبة، ومبارك بن فضالة، وغيرهما، عن أَبي المنهال.
ورواه سليمان التيمي، واختُلِف عنه؛
فرواه الحفاظ عنه: عبثر، ومعتمر، وجرير، وخالد، ويزيد بن هارون، وأَبو جعفر الرازي، عن أَبي المنهال، عن أَبي بَرزة.
وخالفهم أَبو يوسف القاضي، فرواه عن سليمان التيمي، عن أَنس بن مالك، عن النبي صَلى الله عَليه وَسلم، ووهم فيه.
والصواب: عن أَبي المنهال، عن أَبي بَرزة. «العلل» (١١٥٦).
- وقال الخليلي: أَبو يوسف يعقوب بن إِبراهيم القاضي الأَنصاري، أَخطأ في حديث رواه عن سليمان التيمي، عن أَنس، أَن النبي صَلى الله عَليه وَسلم كان يقرأُ في صلاة الفجر ما بين الستين إِلى المئة، وإِنما روى هذا الحديث التيمي، عن سيار بن سلامة أَبي المنهال، عن أَبي بَرزة، عن النبي صَلى الله عَليه وَسلم.
والحديث مخرج في الصحيحين من حديث سليمان التيمي وغيره عن أَبي المنهال عن أَبي بَرزة.
وقد كان أَحمد بن حنبل ويحيى بن معين كتبا عنه كتبه ثم تركا الرواية عنه. «الإرشاد» ٢/ ٥٦٨.
٥٢٦ - عن قتادة، وثابت، وحميد، عن أنس؛
«أن رجلا جاء فدخل الصف، وقد حفزه النفس, فقال: الحمد لله حمدا

⦗٦٩٩⦘
كثيرا طيبا مباركا فيه, فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته، قال: أيكم المتكلم بالكلمات؟ فأرم القوم, فقال: أيكم المتكلم بها؟ فإنه لم يقل بأسا, فقال رجل: جئت وقد حفزني النفس، فقلتها, فقال: لقد رأيت اثني عشر ملكا يبتدرونها, أيهم يرفعها» (¬١).
- وفي رواية: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بنا، إذ جاء رجل فدخل المسجد، وقد حفزه النفس، فقال: الله أكبر، الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته، قال: أيكم الذي تكلم بكلمات؟ فأرم القوم، قال: إنه لم يقل بأسا، قال: أنا يا رسول الله، جئت وقد حفزني النفس فقلتها، قال النبي صلى الله عليه وسلم: لقد رأيت اثني عشر ملكا يبتدرونها أيهم يرفعها» (¬٢).
أخرجه أحمد (١٢٧٤٣) قال: حدثنا أبو كامل. وفي (١٣٦٨٠) قال: حدثنا عفان. و «مسلم» ٢/ ٩٩ (١٢٩٦) قال: حدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا عفان. و «أبو داود» (٧٦٣) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. و «النَّسَائي» ٢/ ١٣٢، وفي «الكبرى» (٩٧٦) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا حجاج. و «أبو يعلى» (٢٩١٥) قال: حدثنا عبد الرحمن بن سلام. و «ابن حبان» (١٧٦١) قال: أخبرنا أبو يعلى، قال: حدثنا عبد الرحمن بن سلام الجُمحي.
خمستهم (أبو كامل مظفر بن مدرك، وعفان بن مسلم، وموسى، وحجاج بن مِنهال، وعبد الرحمن بن سلام) عن حماد بن سلمة، عن قتادة، وثابت، وحميد، فذكروه.
---------------
(¬١) اللفظ لمسلم.
(¬٢) اللفظ للنسائي.

الصفحة 698