كتاب شعاع من المحراب (اسم الجزء: 1)

حرب العقائد والدرس المستفاد (¬1)
الخطبة الأولى
الحمد لله رب العالمين، له العزة والكبرياء، يحكم ما يشاء ويختار، والذين يمارون في عزته أو يتشككون في قدرته أولئك هم الخاسرون.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، بديل أممًا من الناس على أمم تارة، وقد تكون هذه الإدالة بداية النهاية.
ويمتحن آخرين فيسلط عليهم أعداءهم، وقد يجعل الله في ثنايا المحن منحًا إلهية، وقد يكون بداية النصر المؤزر على إثر الهزيمة الساحقة.
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله جاهد في الله حق جهاده وناله وأصحابه من ألوان الأذى من أعدائه ما لم يستكينوا معه أو ييأسوا وما زالوا يتضرعون حتى كان النصر والفتح المبين ... اللهم صل وسلم عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين، وعلى آله الطاهرين وارض اللهم عن الصحابة أجمعين وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليمًا كثيرًا.
اتقوا الله معاشر المسلمين، واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا، واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألف بين قلوبكم، فأصبحتم بنعمته إخوانًا {يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيرة ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبًا} (¬2).
¬_________
(¬1) ألقيت هذه الخطبة يوم الجمعة الموافق 15/ 3/ 1416 هـ.
(¬2) سورة النساء، الآية: 1.

الصفحة 317