كتاب شعاع من المحراب (اسم الجزء: 1)

هما القبضتان: قبضة في النار، وقبضة في الجنة، فلا أدري في أي القبضتين أنا» (¬1)
وهذا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه كان يقول: «والذي لا إله غيره لوددت أني أنقلب روثة وأني دعيت عبد الله بن روثة وأن الله غفر لي ذنبًا واحدًا» (¬2).
بل إن أحد الخيرين عمر رضي الله عنه يروى عنه أنه كان يقول «يا ليتنى كنت كبش أهلي سمنوني ما بدا لهم، حتى إذا كنت كأسمن ما يكون زارهم بعض من يحبون فذبحوني لهم، فجعلوا بعضي شواء وبعضي قديدًا ثم أكلوني، ولم أكن بشرًا» (¬3).
وكيف لا يخاف هؤلاء وأمثالهم كثير .. وهذا صفوة الخلق محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم يضرب المثل في العبادة والتقوى ويضرب المثل في الخوف والبكاء.
فعن عبد الله بن الشخير رضي الله عنه قال: «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وفي صدره أزيز كأزيز الرحى- وفي رواية كأزيز المرجل- من البكاء» (¬4).
ويقول أبو ذر رضي الله عنه قام النبي صلى الله عليه وسلم بآية حتى أصبح يرددها، والآية قوله تعالى {إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم} (¬5).
وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم {هل أتى على الإنسان حين من الدهر}
¬_________
(¬1) أخرجه أحمد وغيره في سنده انقطاع وله شاهد مرفوع عن عبد الله بن عمرو بن العاص شعب الإيمان 1/ 178، وانظر صحيح الجامع 2/ 292.
(¬2) إسناده حسن وأخرج أحمد نحوه في الزهد، السابق 1/ 184.
(¬3) أخرجه أبو نعيم في الحلية 1/ 52، والبيهقي في شعب الإيمان 1/ 130.
(¬4) أخرجه ابن المبارك والترمذي وغيرهما بإسناد حسن، السابق 1/ 115.
(¬5) سورة المائدة، الآية: 118. (أخرجه أحمد والنسائي وابن ماجه وصححه الحاكم ووافقه الذهبي 1/ 241، والشعب 1/ 117.

الصفحة 32