كتاب شعاع من المحراب (اسم الجزء: 1)

أما العجّ فالمقصود به: رفع الصوت بالتلبية، والثجّ سيلان دم الهدي والأضاحي (المصادر السابقة).
إخوة الإسلام ويا من قدرتم على الحج وتيسرت لكم سبله ولم تحجوا بعد، الله الله بالمبادرة تأدية لفرض الله، وطاعة لرسوله صلى الله عليه وسلم وهو يحثكم على الاستعجال في ذلك ويقول: «تعجلوا إلى الحج- يعني الفريضة- فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له» (¬1).
وفي الحديث الآخر يؤكد صلى الله عليه وسلم على الاستعجال في أداء الفريضة، ويبين العوارض التي قد تصد الإنسان، فيقول صلى الله عليه وسلم: «من أراد الحج فليتعجل، فإنه قد يمرض المريض، وتضل الضالة وتعرض الحاجة» (¬2).
واحذر- أخي المسلم- من التفريط في أداء الواجبات بشكل عام، وتأمل عقوبة من أطاق الحج فلم يحج- بشكل خاص- يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «من أطاق الحج فلم يحج، فسواء عليه يهوديًا مات أو نصرانيًا قال ابن كثير: وهذا إسناد صحيح إلى عمر (¬3)، وروى سعيد بن منصور في سننه عن الحسن البصري قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه «لقد هممت أن أبعث رجالاً إلى هذه الأمصار فينظروا كل من كان له جدة- أي مالاً وقادرًا على الحج- فلم يحج فيضربوا عليهم الجزية ما هم بمسلمين، ما هم بمسلمين» (¬4).
أيها المسلمون .. وفضلاً عن كون الحج أحد أركان الإسلام التي لا قيام له بدونه، وقد قال الله تعالى في نهاية آية الحج السابقة {ومن كفر فإن الله غني عن
¬_________
(¬1) الحديث رواه أحمد بسند حسن، صحيح الجامع 3/ 43، تفسير ابن كثير 2/ 69.
(¬2) الحديث رواه أحمد وابن ماجه بسند حسن، صحيح الجامع 5/ 237.
(¬3) تفسير ابن كثير 2/ 70.
(¬4) تفسير ابن كثير 2/ 70، سورة آل عمران، الآية: 97.

الصفحة 341