ولا يكفي في التقوى الأفعال الظاهرة، بل لا بد من القلب، كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الإسلام علانية، والإيمان في القلب" ثم يشير إلى صدره ثلاث مرات، ثم يقول: "التقوى هاهنا، التقوى ها هما" رواه الإمام أحمد (¬1) (¬2) من حديث (¬3) أنس.
والتقوى سبب للعافية، كما قال بعض الحكماء: من سره أن تدوم له العافية فليتق الله.
¬__________
= وذكر حمدي السلفي محقق المعجم أن في سنده إبراهيم بن هشام الغساني، وقد وثقه ابن حبان وضعفه أبو حاتم وأبو زرعة.
وأخرج الحديث أحمد (3/ 83) من حديث أبي سعيد الخدري أن رجلًا جاءه فقال: "أوصني فقال: سألت عما سألت عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبلك. أوصيك بتقوى الله فإنها رأس كل شيء ... " الحديث. وذكر الهيثمي أن رجال هذا الحديث ثقات وأن أبا يعلى أخرجه - بنحو هذا اللفظ مع زيادة - عن أبي سعيد ألا أنه قال: جاء رجل إلى النبي فقال: يا رسول الله أوصني؟ قال عليك بتقوى الله فإنها جماع كل خير. وفي سنده مدلس. انظر: مجمع الزوائد للهيثمي (4/ 25).
(¬1) راجع المسند (3/ 135)، والحديث ضعيف لأن في سنده علي بن مسعدة الباهلي، قال عنه الحافظ بن حجر في التقريب ص (249)، صدوق له أوهام من السابعة.
(¬2) سوف تأتي ترجمته إن شاء الله حيث سيترجم له الشارح.
(¬3) هو أنس بن مالك بن النضر الأنصاري الخزرجي (أبو حمزة) خادم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأحد المكثرين من الرواية عنه، قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة وهو ابن عشر سنين وأتت به أمه - أم سليم - النبي عليه السلام فقالت له: هذا أنس غلام يخدمك فقبله ولازم النبي - صلى الله عليه وسلم - يخدمه وأقام بعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى بالمدينة، ثم شهد الفتوح، وقطن البصرة إلى أن مات بها سنة (90 هـ).
انظر: الإصابة (ق 1/ 126)، وأسد الغابة (1/ 151).