كتاب شرح مختصر أصول الفقه للجراعي (اسم الجزء: 1)

قوله (¬1): (الحمد لله) الألف واللام في الحمد للإستغراق (¬2)، كأنه قال جميع المحامد لله عز وجل.
(وإنما بدأ) (¬3) بـ"الحمد لله"، لحديث أبي هريرة (¬4) - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "كل أمر ذي بال (¬5) لا يبدأ فيه بالحمد لله فهو
¬__________
(¬1) الاستغراق هو: الشمول لجميع الأفراد دفعة واحدة بحيث لا يخرج عنه شيء. انظر: كتاب التعريفات للجرجاني ص (24)، وشرح المحلى على جمع الجوامع (1/ 399) وترد "أل" المعرفة لثلاثة معان.
1 - للعهد، وينقسم إلى قسمين، العهد الذكري، والعهد الذهني.
2 - الاستغراق، وتنقسم إلى قسمين لأن الاستغراق إما أن يكون باعتبار حقيقة الافراد، أو باعتبار صفات الأفراد.
3 - للجنس، مثل الإنسان والسارق.
انظر: الصاحبي في فقه لابن فارس: ص (125) ومغني اللبيب لابن هشام (1/ 48 - 49)، وقطر الندى له ص (112 - 113) وشرح ابن عقيل على الألفية (1/ 178) والعدة لأبي يعلى (2/ 519) والسودة ص (105).
(¬2) انظر: المختصر في أصول الفقه.
(¬3) ما بين المعكوفين تكرر في الأصل.
(¬4) أبو هريرة اسمه: عبد الرحمن بن صخر الدوسي على الأصح، وقد اختلف في اسمه - رضي الله عنه - كثيرًا - صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأكثر الصحابة حديثًا عنه أسلم عام خيبر (سنة 7 هـ) وشهدها مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم لزمه وواظب عليه في العلم. فدعا له عليه الصلاة والسلام، وكني أبا هريرة لأنه كانت له هرة صغيرة فإذا كان الليل وضعها في شجرة وإذا أصبح أخذها فكنوه بها، وتوفي بالمدينة سنة 57 هـ.
انظر: الإصابة (4/ 202)، وأسد الغابة (6/ 218)، والطبقات الكبرى لابن سعد (4/ 325 - 341)، وشذرات الذهب (1/ 63 - 64).
(¬5) معنى "ذي بال" أي له حال يهتم به.
انظر: الأذكار للنووي ص (103).

الصفحة 6