كتاب شرح مختصر أصول الفقه للجراعي (اسم الجزء: 1)

ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: "الحمد لله رب العالمين" قال الله عز وجل: حمدني عبدي، وإذا قال: (الرحمن الرحيم) قال الله تعالى: أثنى عليّ عبدي، وإذا قال: (مالك يوم الدين) قال الله عز وجل: مجدني عبدي (¬1)، فقد فرق بين الحمد والثناء، ولو كان الحمد هو الثناء لما صح الفرق بينهما.
قوله: (الجاعل التقوى أصل الدين وأساسه) أصل التقوى (¬2): أن يجعل العبد بينه وبين ما يخافه ويحذره وقاية تقيه منه، فتقوى العبد: أن يجعل بينه وبين ما يخشاه من ربه، من سخطه وعقوبته وقاية من ذلك، وهي فعل طاعته واجتناب معاصيه (¬3).
¬__________
= انظر: شذرات الذهب (2/ 144)، ومعجم المؤلفين (12/ 232)، تهذيب التهذيب (10/ 126 - 128).
(¬1) الحديث أخرجه مسلم (395) في كتاب الصلاة من حديث أبي هريرة بلفظ "فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "قال الله تعالى قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد (الحمد لله رب العالمين) قال الله تعالى حمدني عبدي، وإذا قال الرحمن الرحيم، قال الله تعالى أثنى عليّ عبدي، وإذا قال: مالك يوم الدين قال: مجدني عبدي (وقال مرة فوض إلي عبدي).
وأخرجه الترمذي (4027) في كتاب التفسير، وأبو داود (821) في كتاب التفسير أيضًا، والنسائي (2/ 135)، وابن ماجه (3784) في كتاب الأدب، وأحمد (2/ 241) وص (285) وص (460).
(¬2) تقول وفيت الشيء إذا صنته وسترته عن الأذى.
انظر: لسان العرب لابن منظور (15/ 401).
(¬3) انظر: في معنى التقوى جامع العلوم والحكم لابن رجب ص (137).

الصفحة 9