كتاب تفسير فتح القدير (الفكر) (اسم الجزء: 1)

"""""" صفحة رقم 20 """"""
الله جل ذكره شرعية فإن ثبتت وجب تقديمها وقد أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال قال عمر قد علمنا سبحان الله ولا إله إلا الله فما الحمد لله فقال علي كلمة رضيها لنفسه وروى ابن أبي حاتم أيضا عن ابن عباس أنه قال الحمد لله كلمة الشكر وإذا قال العبد الحمد لله قال شكرني عبدي وروى هو وابن جرير عن ابن عباس أيضا أنه قال الحمد لله هو الشكر لله والاستحذاء له والإقرار له بنعمه وهدايته وابتدائه وغير ذلك وروى ابن جرير عن الحكم بن عمير وكانت له صحبة قال قال النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ( إذا قلت الحمد لله رب العالمين فقد شكرت الله فزادك ) وأخرج عبدالرزاق في المصنف والحكيم الترمذي في نوادر الأصول والخطابي في الغريب والبيهقي في الأدب والديلمي في مسند الفردوس عن عبدالله ابن عمرو بن العاص عن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أنه قال ( الحمد رأس الشكر ما شكر الله عبد لا يحمده ) وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي عبدالرحمن الحبلي قال ( الصلاة شكر والصيام وكل خير تفعله شكر وأفضل الشكر الحمد ) وأخرج الطبراني في الأوسط بسند ضعيف عن النواس بن سمعان قال ( سرقت ناقة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فقال لئن ردها الله علي لأشكرن ربي فرجعت فلما رآها قال الحمد لله فانتظروا هل يحدث رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) صوما أو صلاة فظنوا أنه نسي فقالوا يا رسول الله قد كنت قلت لئن ردها الله علي لأشكرن ربي قال الم أقل الحمد لله )
فضل الحمد
وقد ورد في فضل الحمد أحاديث منها ما أخرجه أحمد والنسائي والحاكم وصححه والبخاري في الأدب المفرد عن الأسود بن سريع قال ( قلت يا رسول الله ألا أنشدك محامد حمدت بها ربي تبارك وتعالى فقال أما إن ربك يحب الحمد ) وأخرج الترمذي وحسنه والنسائي وابن ماجة وابن حبان والبيهقي عن جابر قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ( أفضل الذكر لا إله إلا الله وأفضل الدعاء الحمد لله ) وأخرج ابن ماجة والبيهقي بسند حسن عن أنس قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ( ما أنعم الله على عبد نعمة فقال الحمد لله إلا كان الذي أعطى أفضل مما أخذ ) وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول والقرطبي في تفسيره عن أنس عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) قال ( لو أن الدنيا كلها بحذافيرها في يد رجل من أمتي ثم قال الحمد لله لكان الحمد أفضل من ذلك ) قال القرطبي معناه لكان إلهامه الحمد أكبر نعمة عليه من نعم الدنيا لأن ثواب الحمد لا يفنى ونعيم الدنيا لا يبقى وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن جابر قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ( ما من عبد ينعم عليه بنعمة إلا كان الحمد أفضل منها ) وأخرج عبدالرزاق في المصنف نحوه عن الحسن مرفوعا وأخرج مسلم والنسائي وأحمد عن أبي مالك الأشعري قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ( الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان ) الحديث وأخرج سعيد بن منصور وأحمد والترمذي وحسنه وابن مردويه عن رجل من بني سليم أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قال ( سبحان الله نصف الميزان والحمد لله تملأ الميزان والله أكبر تملأ ما بين السماء والأرض والطهور نصف الإيمان والصوم نصف الصبر ) وأخرج الحكيم الترمذي عن عبدالله بن عمر قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ( التسبيح نصف الميزان والحمد لله تملؤه ولا إله إلا الله ليس لها دون الله حجاب حتى تخلص إليه ) وأخرج البيهقي عن أنس قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ( التأني من الله والعجلة من الشيطان وما شيء أكثر معاذير من الله وما شيء أحب إلى الله من الحمد ) وأخرج ابن شاهين في السنة والديلمي عن أبان بن أنس قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ( التوحيد

الصفحة 20