كتاب تفسير فتح القدير (الفكر) (اسم الجزء: 1)

"""""" صفحة رقم 487 """"""
جواب التمنى قرأ الحسن ) فأفوز ( بالرفع
النساء : ( 74 ) فليقاتل في سبيل . . . . .
قوله ) فليقاتل في سبيل الله ( هذا أمر للمؤمنين وقدم الظرف على الفاعل للاهتمام به و ) الذين يشرون ( معناه يبيعون وهم المؤمنون والفاء في قوله ) فليقاتل ( جواب الشرط مقدر أي إن لم يقاتل هؤلاء المذكورون سابقا الموصوفون بأن منهم لمن ليبطئن فليقاتل المخلصون الباذلون أنفسهم البائعون للحياة الدنيا بالآخرة ثم وعد المقاتلين في سبيل الله بأنه سيؤتيهم أجرا عظيما لا يقادر قدره وذلك أنه إذا قتل فاز بالشهادة التي هي أعلى درجات الأجور وإن غلب وظفر كان له أجر من قاتل في سبيل الله مع ما قد ناله من العلو في الدنيا والغنيمة وظاهر هذا يقتضي التسوية بين من قتل شهيدا أو انقلب غانما وربما يقال إن التسوية بينهما إنما هي في إيتاء الأجر العظيم ولا يلزم أن يكون أجرهما مستويا فإن كون الشيء عظيما هو من الأمور النسبية التي يكون بعضهما عظيما بالنسبة إلى ما هو دونه وحقيرا بالنسبة إلى ما هو فرقه
النساء : ( 75 ) وما لكم لا . . . . .
قوله ) وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله ( خطاب للمؤمنين المأمورين بالقتال على طريق الالتفات قوله ) المستضعفين ( مجرور عطفا على الإسم الشريف أي ما لكم لا تقاتلون في سبيل الله وسبيل المستضعفين حتى تخلصوهم من الأسر وتريحوهم مما هم فيه من الجهد ويجوز أن يكون منصوبا على الاختصاص أي وأخص المستضعفين فإنهم من أعظم ما يصدق عليه سبيل الله واختار الأول الزجاج والأزهري وقال محمد بن يزيد أختار أن يكون المعنى وفي المستضعفين فيكون عطفا على السبيل والمراد بالمستضعفين هنا من كان بمكة من المؤمنين تحت إذلال الكفار وهم الذين كان يدعو لهم النبي ( صلى الله عليه وسلم ) فيقول ( اللهم أنج الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة والمستضعفين من المؤمنين ) كما في الصحيح ولا يبعد أن يقال إن لفظ الآية أوسع والإعتبار بعموم اللفظ لولا تقييده بقوله ) الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها ( فإنه يشعر باختصاص ذلك بالمستضعفين الكائنين في مكة لأنه قد أجمع المفسرون على ان المراد بالقرية الظالم أهلها مكة قوله ) من الرجال والنساء والولدان ( بيان للمستضعفين
النساء : ( 76 ) الذين آمنوا يقاتلون . . . . .
قوله ) الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله ( هذا ترغيب للمؤمنين وتنشيط لهم بأن قتالهم لهذا المقصد لا لغيره ) والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت ( أي سبيل الشيطان أو الكهان أو الأصنام وتفسير الطاغوت هنا الشيطان أولى لقوله ) فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفا ( أي مكره ومكر من اتبعه من الكفار
الآثار الوارده في تفسير الآيات وسبب النزول
وقد أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ) فانفروا ثبات ( قال عصبا يعني سرايا متفرقين ) أو انفروا جميعا ( يعني كلكم وأخرج أبو داود في ناسخه وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه عنه قال في سورة النساء ) خذوا حذركم فانفروا ثبات أو انفروا جميعا ( نسختها ) وما كان المؤمنون لينفروا كافة ( وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله ) ثبات ( أي فرقا قليلا وأخرج عن قتادة في قوله ) أو انفروا جميعا ( أي إذا نفر نبي الله ( صلى الله عليه وسلم ) فليس لأحد أن يتخلف عنه وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي نحوه وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله ) وإن منكم لمن ليبطئن ( إلى قوله ) فسوف نؤتيه أجرا عظيما ( ما بين ذلك في المنافقين وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مقاتل بن حيان في الآية قال هو فيما بلغنا عبدالله بن أبي ابن سلول رأس المنافقين وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير ) فليقاتل ( يعني يقاتل المشركين ) في سبيل الله ( في طاعة الله ) ومن يقاتل في سبيل الله فيقتل ( يعني يقتله العدو ) أو يغلب ( يعني يغلب العدو من المشركين ) فسوف نؤتيه أجرا عظيما ( يعني جزاء وافرا في الجنة فجعل القاتل والمقتول من المسلمين في جهاد المشركين شريكين في الأجر وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله ) في سبيل الله والمستضعفين ( قال وفي المستضعفين وأخرج ابن جرير عن الزهري قال وسبيل المستضعفين

الصفحة 487