كتاب تفسير فتح القدير (الفكر) (اسم الجزء: 1)

"""""" صفحة رقم 492 """"""
سرية من المسلمين أخبر الناس عنها فقالوا أصاب المسلمين من عدوهم كذا وكذا وأصاب العدو من المسلمين كذا وكذا فأفشوه بينهم من غير أن يكون النبي ( صلى الله عليه وسلم ) هو يخبرهم به وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك ) وإذا جاءهم ( قال هم أهل النفاق واخرج ابن جرير عن أبي معاذ مثله وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ) ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان ( قال فانقطع الكلام وقوله ) إلا قليلا ( فهو في أول الآية يخبر عن المنافقين قال ) وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ( يعني بالقليل المؤمنين
النساء 84 - 8
النساء : ( 84 ) فقاتل في سبيل . . . . .
الفاء في قوله ) فقاتل ( قيل هي متعلقة بقوله ) ومن يقاتل في سبيل الله ( الخ أي من أجل هذا فقاتل وقيل متعلقة بقوله ) وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله ( فقاتل وقيل هي جواب شرط محذوف يدل عليه السياق تقديره إذا كان الأمر ما ذكر من عدم طاعة المنافقين فقاتل أو إذا أفردوك وتركوك فقاتل قال الزجاج أمر الله رسوله ( صلى الله عليه وسلم ) بالجهاد وإن قاتل وحده لأنه قد ضمن له النصر قال ابن عطية هذا ظاهر اللفظ إلا أنه لم يجيء في خبر قط أن القتال فرض عليه دون الأمة فالمعنى والله أعلم انه خطاب له في اللفظ وفي المعنى له ولأمته أي أنت يا محمد وكل واحد من أمتك يقال له ) فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك ( أي لا تكلف غير نفسك ولا تلزم فعل غيرك وهو استئناف مقرر لما قبله لأن اختصاص تكليفه بفعل نفسه من موجبات مباشرته للقتال وحده وقريء لاتكلف بالجزم على النهي وقرئ بالنون قوله ) وحرض المؤمنين ( أي حضهم على القتال والجهاد يقال حرضت فلانا على كذا إذا أمرته به وحارض فلان على الأمر وأكب عليه وواظب عليه بمعنى واحد قوله ) عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا ( فيه إطماع للمؤمنين بكف بأس الذين كفروا عنهم والاطماع من الله عز وجل واجب فهو وعد منه سبحانه ووعده كائن لا محالة ) والله أشد بأسا ( أي أشد صولة وأعظم سلطانا ) وأشد تنكيلا ( أي عقوبة يقال نكلت بالرجل تنكيلا من النكال وهو العذاب والمنكل الشيء الذي ينكل بالإنسان
النساء : ( 85 ) من يشفع شفاعة . . . . .
) من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ( أصل الشفاعة والشفعة ونحوهما من الشفع وهو الزوج ومنه الشفيع لأنه يصير مع صاحب الحاجة شفعا ومنه ناقة شفوع إذا جمعت بين محلبين في حلبة واحدة وناقة شفيع إذا اجتمع لها حمل وولد يتبعها والشفع ضم واحد إلى واحد والشفعة ضم ملك الشريك إلى ملكك فالشفاعة كضم غيرك إلى جاهك ووسيلتك فهي على التحقيق إظهار لمنزلة الشفيع عند المشفع وأتصال منفعة إلى المشفوع له والشفاعة الحسنة هي في البر والطاعة والشفاعة السيئة في المعاصي فمن شفع في الخير لينفع فله نصيب منها أي من أجرها ومن شفع في الشر كمن يسعى بالنميمة والغيبة كان له كفل منها أي

الصفحة 492