كتاب تفسير فتح القدير (الفكر) (اسم الجزء: 1)

"""""" صفحة رقم 493 """"""
نصيب من وزرها و الكفل الوزر والإثم واشتقاقه من الكساء الذي يجعله الراكب على سنام البعير لئلا يسقط يقال اكتفلت البعير إذا ادرت على سنامه كساء وركبت عليه لأنه لم يستعمل الظهر كله بل استعمل نصيبا منه ويستعمل في النصيب من الخير والشر ومن استعماله في الخير قوله تعالى ) يؤتكم كفلين من رحمته ( ) وكان الله على كل شيء مقيتا ( أي مقتدرا قاله الكسائي وقال الفراء المقيت الذي يعطي كل أنسان قوته يقال قته أقوته قوتا وأقته أقيته إقاتة فأنا قائت ومقيت وحكى الكسائي أقات يقيت وقال أبو عبيدة المقيت الحافظ قال النحاس وقول أبي عبيدة أولى لأنه مشتق من القوت والقوت معناه مقدار ما يحفظ الإنسان وقال ابن فارس في المجمل المقيت المقتدر والمقيت الحافظ والشاهد وأما قول الشاعر ألي الفضل أم على إذا حو
سبت إني على الحساب مقيت
فقال ابن جرير الطبري إنه من غير هذا المعنى
النساء : ( 86 ) وإذا حييتم بتحية . . . . .
قوله ) وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها ( التحية تفعلة من حييت والأصل تحيية مثل ترضية وتسمية فأدغموا الياء في الياء وأصلها الدعاء بالحياة والتحية السلام وهذا المعنى هو المراد هنا ومثله قوله تعالى ) وإذا جاؤوك حيوك بما لم يحيك به الله ( وإلى هذا ذهب جماعة المفسرين وروى عن مالك أن المراد بالتحية هنا تشميت العاطس وقال أصحاب أبي حنيفة التحية هنا الهدية لقوله ) أو ردوها ( ولا يمكن رد السلام بعينه وهذا فاسد لا ينبغي الإلتفات إليه والمراد بقوله ) فحيوا بأحسن منها ( أن يزيد في الجواب على ما قاله المبتدئ بالتحية فإذا قال المبتديء السلام عليكم قال المجيب وعليكم السلام ورحمة الله وإذا زاد المبتديء لفظا زاد المجيب على الجملة ما جاء به المبتديء لفظا أو ألفاظا نحو وبركاته ومرضاته وتحياته قال القرطبي أجمع العلماء على ان الابتداء بالسلام سنة مرغب فيها ورده فريضة لقوله ) فحيوا بأحسن منها أو ردوها ( واختلفوا إذا رد واحد من جماعة هل يجزيء أو لا فذهب مالك والشافعي إلى الاجزاء وذهب الكوفيون إلى انه لا يجزيء عن غيره ويرد عليهم حديث على عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) قال يجزيء عن الجماعة إذا مروا إن يسلم أحدهم ويجزيء عن الجلوس أن يرد أحدهم أخرجه أبو داود وفي إسناده سعيد بن خالد الخزاعي المدني وليس به بأس وقد ضعفه بعضهم وقد حسن الحديث ابن عبد البر ومعنى قوله ) أو ردوها ( الاقتصار على مثل اللفظ الذي جاء به المبتديء فإذا قال السلام عليكم قال المجيب وعليكم السلام وقد ورد في السنة المطهرة في تعيين من يبتديء بالسلام ومن يستحق التحية ومن لا يستحقها ما يغنى عن البسط ها هنا قوله ) إن الله كان على كل شيء حسيبا ( يحاسبكم على كل شيء وقيل معناه حفيظا وقيل كافيا من قولهم أحسبني كذا أي كفاني ومثله ) حسبك الله )
النساء : ( 87 ) الله لا إله . . . . .
قوله ) الله لا إله إلا هو ( مبتدأ وخبر واللام في قوله ) ليجمعنكم ( جواب قسم محذوف أي والله ليجمعنكم الله بالحشر إلى يوم القيامة أي إلى حساب يوم القيامة وقيل إلى بمعنى في وقيل إنها زائدة والمعنى ليجمعنكم يوم القيامة و ) يوم القيامة ( يوم القيام من القبور ) لا ريب فيه ( أي في يوم القيامة أو في الجمع أي جمعا لاريب فيه ) ومن أصدق من الله حديثا ( إنكار لأن يكون أحد أصدق منه سبحانه وقرأ حمزة والكسائي ومن ? أزدق ? بالزاي وقرأ الباقون بالصاد والصاد الأصل وقد تبدل زايا لقرب مخرجها منها
الآثار الوارده في تفسير الآيات
وقد أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي سنان في قوله ) وحرض المؤمنين ( قال عظهم وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله ) من يشفع شفاعة حسنة ( الآية قال

الصفحة 493