كتاب تفسير فتح القدير (الفكر) (اسم الجزء: 1)

"""""" صفحة رقم 511 """"""
أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ) إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا ( يعني مفروضا وأخرج ابن جرير عنه قال الموقوت الواجب وأخرج ابن أبي حاتم عنه في قوله ) ولا تهنوا ( قال ولا تضعفوا وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عنه في قوله ) تألمون ( قال توجعون ) وترجون من الله ما لا يرجون ( قال ترجون الخير
النساء 105 - 109
النساء : ( 105 ) إنا أنزلنا إليك . . . . .
قوله ) بما أراك الله ( إما بوحي أو بما هو جار على سنن ما قد أوحي الله به وليس المراد هنا رؤية العين لأن الحكم لا يرى بل المراد بما عرفة الله به وأرشده إليه قوله ) ولا تكن للخائنين ( أي لأجل الخائنين خصيما أي مخاصما عنهم مجادلا للمحقين بسببهم وفيه دليل على أنه لا يجوز لأحد أن يخاصم عن أحد إلا بعد أن يعلم أنه محق
النساء : ( 106 ) واستغفر الله إن . . . . .
قوله ) واستغفر الله ( أمر لرسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بالاستغفار قال ابن جرير إن المعنى استغفر الله من ذنبك في خصامك للخائنين وسيأتي بيان السبب الذي نزلت لأجله الآية وبه يتضح المراد وقيل المعنى واستغفر الله للمذنبين من أمتك والمخاصمين بالباطل
النساء : ( 107 ) ولا تجادل عن . . . . .
قوله ) ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم ( أي لا تحاجج عن الذين يخونون أنفسهم والمجادلة مأخوذة من الجدل وهو الفتل وقيل مأخوذة من الجدالة وهي وجه الأرض لأن كل واحد من الخصمين يريد أن يلقى صاحبه عليها وسمي ذلك خيانة لأنفسهم لأن ضرر معصيتهم راجع إليهم والخوان كثير الخيانة والأثيم كثير الإثم وعدم المحبة كناية عن البغض
النساء : ( 108 ) يستخفون من الناس . . . . .
قوله ) يستخفون من الناس ( أي يستترون منهم كقوله ) ومن هو مستخف بالليل ( أي مستتر وقيل معناه يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله أي لا يستترون منه أو لا يستحيون منه والحال أنه معهم في جميع أحوالهم عالم بما هم فيه فكيف يستخفون منه ) إذ يبيتون ( أي يديرون الرأي بينهم وسماه تبييتا لأن الغالب أن تكون إدارة الرأي بالليل ) ما لا يرضى من القول ( أي من الرأي الذي أداروه بينهم وسماه قولا لأنه لا يحصل إلا بعد المقاولة بينهم
النساء : ( 109 ) ها أنتم هؤلاء . . . . .
قوله ) ها أنتم هؤلاء ( يعني القوم الذين جادلوا عن صاحبهم السارق كما سيأتي والجملة مبتدأ وخبر قال الزجاج ) أولاء ( بمعنى الذين و ) جادلتم ( بمعنى حاججتم ) في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة ( الاستفهام للإنكار والتوبيخ أي فمن يخاصم ويجادل الله عنهم يوم القيامة عند تعذيبهم بذنوبهم ) أم من يكون عليهم وكيلا ( أي مجادلا ومخاصما والوكيل في الأصل القائم بتدبير الأمور والمعنى من ذاك يقوم بأمرهم إذا أخذهم الله بعذابه
الآثار الوارده في تفسير الآيات وسبب النزول
وقد أخرج الترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والحاكم وصححه عن قتادة بن النعمان قال

الصفحة 511