كتاب تفسير فتح القدير (الفكر) (اسم الجزء: 1)

"""""" صفحة رقم 522 """"""
مطلقة تشبيها بالشيء الذي هو معلق غير مستقر على شيء وفي قراءة أبي فتذروها كالمسجونة قوله ) وإن تصلحوا ( أي ما افسدتم من الأمور التي تركتم ما يجب عليكم فيها من عشرة النساء والعدل بينهن ) وتتقوا ( كل الميل الذي نهيتم عنه ) فإن الله كان غفورا رحيما ( لا يؤاخذكم بما فرط منكم
النساء : ( 130 ) وإن يتفرقا يغن . . . . .
قوله ) وإن يتفرقا ( أي لم يتصالحا بل فارق كل واحد منهما صاحبه ) يغن الله كلا ( منهما أي يجعله مستغنيا عن الآخر بأن يهييء للرجل امرأة توافقه وتقر بها عينه وللمرأة رجلا تغتبط بصحبته ويرزقهما ) من سعته ( رزقا يغنيهما به عن الحاجة ) وكان الله واسعا حكيما ( واسع الفضل صادرة أفعالة على جهة الإحكام والإتقان
الآثار الوارده في تفسير الآيات وسبب النزول
وقد أخرج الترمذي وحسنه وابن المنذر والطبراني و البيهقي عن ابن عباس قال خشيت سودة أن يطلقها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فقالت يا رسول الله لا تطلقني وأجعل يومي لعائشة ففعل ونزلت هذه الآية ) وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا ( الآية قال ابن عباس فما اصطلحا عليه من شيء فهو جائز واخرج أبو داود والحاكم وصححه والبيهقي عن عائشة ان سبب نزول الآية هو قصة سودة المذكورة وأخرج البخاري وغيره عنها في الآية قالت الرجل تكون عنده المرأة ليس بمستكثر منها يريد أن يفارقها فتقول أجعلك من شأني في حل فنزلت هذه الآية وأخرج الشافعي وسعيد بن منصور وبن أبي شيبة والبيهقي عن سعيد بن المسيب ان ابنة محمد بن سلمة كانت عند رافع بن خديج فكره منها أمرا إما كبرا أو غيره فأراد طلاقها فقالت لا تطلقني واقسم لي ما بدا لك فاصطلحا وجرت السنة بذلك ونزل القرآن ) وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا ( الآية وأخرج أبو داود الطيالسي وابن أبي شيبة وابن راهويه و عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر و البيهقي عن علي انه سئل عن هذه الآية فقال هو رجل عنده امرأتان فتكون إحدهما قد عجزت أو تكون دميمة فيريد فراقها فتصالحه على ان يكون عندها ليلة وعنده الأخرى ليالي ولا يفارقها فما طابت به نفسها فلا بأس به فإن رجعت سوى بينهما وقد ورد عن جماعة من الصحابة نحو هذا وثبت في الصحيحين من حديث عاشة قالت لما كبرت سودة بنت زمعة وهبت يومها لعائشة فكان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يقسم لها بيوم سودة وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي عن ابن عباس في قوله ) وأحضرت الأنفس الشح ( قال هواه في الشيء يحرص عليه وفي قوله ) ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ( قال في الحب والجماع وفي قوله ) فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة ( قال لا هي أيمة ولا ذات زوج وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن المنذر عن عائشة قالت ( كان النبي ( صلى الله عليه وسلم ) يقسم بين نسائه فيعدل ثم يقول اللهم هذا قسمى فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك ) وإسناده صحيح وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد و عبد بن حميد وأهل السنن عن أبي هريرة قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ( من كانت له امرأتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة واحد شقيه ساقط ) قال الترمذي إنما أسنده همام ورواه هشام الدستوائي عن قتادة قال كان يقال ولا يعرف هذا الحديث مرفوعا إلا من حديث همام وأخرج ابن المنذر عن ابن مسعود في قوله ) ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ( قال الجماع وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن قال الحب

الصفحة 522