كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 1)

فصل في ذكر العيون والأنهار وما ورد فيها من فنون الأخبار والآثار
ذكر الجوهري أن العين على وجوه: أحدها: عين الماء، وعين الرُّكبة، والعين: حاسة الرؤية، والعين: عين الشمس، والعين: الدينار، والعين: المال النَّاضُّ، والعين: الدَّيدَبان (¬1) والجاسوس، وعين الشيء: خياره، وعين الشيء: نفسه، والعين: ما عن يمين قبلةِ العراق، والعين: مطرُ أيامٍ لا يُقلع، وأسود العين: جبل، وأنشد الجوهري (¬2): [من الطويل]
إذا زالَ عنكم أسودُ العينِ كنتمُ ... كرامًا وأنتم ما أقام أَلائمُ
ورأس عين: بلدة، وفي الميزان عين إذا لم يكن مستويًا، والعينُ: من حروف المعجم (¬3).
ذكر الجوهري هذه الوجوه وهي ستة عشر، وقد خرَّجت وجوهًا أُخَر حكاها الخليل بن أحمد وغيره تزيد على خمسين وجهًا، وذكرتها في التفسير.
وجمع العين أعين وعيون، قال الجوهري: وأعيان.
وأما النهر فيسمَّى نهرأ لاتِّساعه. واختلفوا في بدوِّ الأنهار: فروى عطاء عن ابن عباس: أن جميع المياه من تحت صخرة بيت المقدس ومن هناك تتفرق في الدنيا.
وقد ذكر جدي رحمه الله حديثًا مرفوعًا في هذا المعنى في "فضائل القدس" فقال: حدثنا أبو المعمر الأنصاري بإسناده عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "الأنهار والسحاب والبحار والرياح من تحت صخرة بيت المقدس" (¬4).
قلت: والموقوف في هذا على ابن عباس أصح.
وروى مجاهد عن ابن عباس أن جميع الأنهار من البحر الذي خلف المحيط،
¬__________
(¬1) الديدبان: هو الربيئة، وهو الطليعة قدام العسكر "تاج العروس" (ددب).
(¬2) نسبه الجوهري إلى الفرزدق، ولم نجده في ديوانه المطبوع.
(¬3) "الصحاح": (عين).
(¬4) "فضائل القدس" ص 141، و"الموضوعات" 2/ 309، وقال: هذا حديث لا أصل له.

الصفحة 116