كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 1)

وذكر في "جغرافيا": أن العيون الكبار التي تنبع في الأرض مئتا عين وثلاثون عينًا دون الصغار، وعدد الأنهار الكبار الجارية في الأقاليم السبعة على الدوام مائتان وتسعون نهرًا.
وقال ابن المنادي: في الإقليم الأول من الأنهار والعيون ثلاثة وعشرون عينًا ونهرًا، وفي الإقليم الثاني تسعة وعشرون، وفي الإقليم الثالث أربعة وعشرون، وفي الإقليم الرابع ستون، منها دجلة والفرات، وفي الإقليم الخامس عشرون، وفي الإقليم السادس ستة وعشرون، وفي الإقليم السابع الباقي.
وجميع ما ذكرنا من العيون والأنهار داخل في الأقاليم السبعة إلا العيون التي في جبل القمر فإنها خارجةٌ عن ذلك، لأنها ليست في خط الاستواء. وقيل: إنها في أطراف إقليم الهند وهو الأول.
وذكر صاحب "المسالك": أن ببلاد المشرق تَلًّا حوله ألف عين تجري إلى المشرق وتسمى بركون، أي: الماء المقلوب، وصيده ذَراريح سود (¬1).
قلت: وقد روى أبو بكر الخطيب في "تاريخه" حديثًا يأتي على سيحون وجيحون ودجلة والفرات والنيل، فقال بإسناده عن ابن عباس: قال، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَنزَلَ اللهُ إلى الأرضِ خمسةَ أنهارٍ: سَيحُون وهو نهر الهندِ، وجَيحُون وهو نهر بَلْخ، ودِجلةَ والفرات: وهما نهرانِ بالعراقِ، والنيل نهر بمصرَ، أنزَلها اللهُ من عينٍ واحدةٍ من عُيونِ الجنَّةِ من أسفلِ دَرَجاتِها على جَناحَي جبريلَ - عليه السلام -، واستودَعَها الجبال، وأَجْراها في الأرضِ، وجَعَل فيها منافعَ للنَّاسِ، فذلك قوله تعالى: {وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ (18)} [المؤمنون: 18] فإذا حَانَ خروجُ يأجُوجَ ومأجوجَ، أرسَلَ اللهُ جبريلَ - عليه السلام - فرفعَ من الأرضِ هذه الأنهار الخمسة والقرآن والعلم والحجر والركن والمقام وتابوت موسى - عليه السلام - بما فيه، يرفع الكلَّ إلى السماء، فذلك قوله تعالى: {وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ (18)} [المؤمنون: 18] فإذا
¬__________
(¬1) "المسالك والممالك" ص 28، وجاء فيه: "بركو آب".

الصفحة 125