كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 1)

شديدًا، ثم أنزل الله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَينَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ (38) فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ} الآيات (¬1) [ق: 38 - 39].
وقد ذكره أبو إسحاق الثعلبي في آخر سورة "ق"، وقال فيه: فقالت اليهود: صدقتَ إن تممت، قال: وما ذاك؟ قالوا: ثم استراح يومَ السبتِ واستلقى على العرش. فنزلت الآيات.
والثاني: أنه بدأ بالمخلوقات يوم الأحد. قاله كعب الأحبار ومجاهد والضحاك، وحكاه أبو جعفر الطبري عن اليهود (¬2)، ورواه عن ابن عباس. وحكاه الثعلبي أيضًا أنه قال: خلق يومًا واحدًا وسماه: يوم الأحد، وذكره، وكذا هو في التوراة. ولهذا قالوا:
استراح يوم السبت، وبه قالت النصارى؛ لأن عيسى - عليه السلام - رفع فيه إلى السماء.
[والثالث: يوم الاثنين، قاله محمَّد بن إسحاق. والقول الأول أصح لوجهين، أحدهما: لأجل الحديث الصحيح الذي رواه أبو هريرة وأن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - نص عليه، وقد قال أبو هريرة: أخذ رسول الله بيدي، والثاني: لأن فيه مخالفة لليهود لأنهم أبطلوا الخلق يوم السبت وقالوا استراح، ومخالفة النصارى أيضًا] (¬3).
فصل (¬4)
واختلفوا في خلق السماوات والأرض، أيهما أسبق؟ على قولين: أحدهما الأرض قاله ابن عباس، والثاني: السماوات، قاله مجاهد. وسنحقق القول فيما بعد إن شاء الله تعالى.
فصل (¬5)
واختلفوا في خلق الليل والنهار أيضًا على قولين: أحدهما: النهار خلق أولًا، قاله
¬__________
(¬1) "تاريخ الطبري" 1/ 45، والحاكم 2/ 543، وكنز الدرر 1/ 28، وما بين معكوفات منها.
(¬2) "تاريخ الطبري" 1/ 44.
(¬3) ما بين حاصرتين زيادة من "كنز الدرر" 1/ 29.
(¬4) انظر "كنز الدرر" 1/ 29.
(¬5) انظر "كنز الدرر" 1/ 29.

الصفحة 32