كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 1)
فصل
والعرب تسمي كلَّ ثلاثِ ليالٍ من الشهرِ باسمٍ.
فصل (¬1)
والعرب تؤرخ بالليالي دون الأيام؛ لأن سنيَّهم قمرية، فالعمل فيها على القمر لأنه يرى في الليل عاليًا، فيقال في أول ليلة من الشهر: استهل الهلال، ولا يقال ذلك في النهار، بخلاف سائر الأمم، فإن سنيهم على سير الشمس وهي نهارية؛ ثم العرب تعد السنة ثلاثمائة وأربعة وخمسين يومًا وسدس يوم (¬2)؛ لأن شهرًا يكون تامًّا وشهرًا يكون ناقصًا غالبًا.
فصل في شهور الروم (¬3)
الروم تعد السنة ثلاث مئة وخمسة وستين يومًا وربع يوم، وشهورهم مختلفة العدد، وأولها:
نَيسان، وهو ثلاثون يومًا.
وأيار أحد وثلاثون يومًا. ولثماني عشرة منه ترجع الشمس هابطة من الشمال.
وحَزِيران ثلاثون يومًا.
وتموز أحد وثلاثون يومًا، وكذا آب، فإذا انسلخ آب قلَّ الحر.
وأيلول ثلاثون يومًا، ولثلاث عشرة منه عيد الصليب، ولثماني عشرة منه يستوي الليل والنهار.
وتِشرين الأول أحد وثلاثون يومًا، وفيه يكون المهرجان، ومعناه: أنه كان في الفرس ملك ظالم جبار اسمه "مهر" فمات في نصف هذا الشهر، و"جان" هو الروح، أي: "مهر" ذهبت روحه. وبين المهرجان والنيروز مئة وستون يومًا، والفرس تسمي هذا
¬__________
(¬1) انظر "كنز الدرر"1/ 87.
(¬2) في "الفتاوى الكبرى" 25/ 138: وبعض يوم خمس أو سدس. وانظر "التعريفات" ص 161.
(¬3) انظر "كنز الدرر" 1/ 87 - 88.
الصفحة 36
530