كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 1)
اليوم أول الشتاء.
وتشرين الآخر ثلاثون يومًا.
وكانون الأول أحد وثلاثون يومًا، ولسبع عشرة منه يكون النهار تسع ساعات (¬1)، ويكون الليل أربع عشرة ساعة، وذلك منتهى طوله؛ وفي الليلة الخامسة والعشرين منه ولد المسيح - عليه السلام -.
وكانون الآخر أحد وثلاثون يومًا، وفي أول ليلة منه توقد نار عظيمةٌ بأنطاكية، والنصارى تعظِّم تلك النار (¬2) وتقولُ بأنَّ النصرانية ظهرت من أنطاكية في تلك الليلة بعدما دثرت، وتسميها مدينة الله.
وشباط ثمانية وعشرون يومًا وربع يوم في ثلاث سنين متواليات، والسنة الرابعة تسمى: كبيسة، فتكون تسعة وعشرين يومًا يقسم ذلك في أربع سنين، ولسبع ليال منه تسقط الجمرة الأولى، وهي الجَبْهة، ولأربع عشرة منه تسقط الثانية وهي الزُّبْرة، ولإحدى وعشرين منه تسقط الثالثة وهي الصَّرْفة، فينصرف البرد، وفيه يتكامل الجمار؛ واليوم الخامس والعشرون منه أول أيام العجوز (¬3).
وآذار ثلاثون يومًا (¬4)، وفي الرابع عشر منه فصل الربيع ونزول الشمس الحمل، ويعتدل الليل والنهار، وفي ذلك اليوم النَّيروز. وقال ابن الجواليقي: ويقال: النَّوروز، وقد تكلمت به العرب (¬5)، والله أعلم.
فصل في عدد الفرس
السنة عندهم ثلاث مئة وستون يومًا، كل شهر ثلاثون يومًا، وأول شهورهم: فَرْوَرْدين ماه، وأول يوم منه النيروز، والثاني (¬6): أُرْديبِهِشْت ماه، والثالث: خُرْداد
¬__________
(¬1) في "كنز الدرر" زيادة: تسع ساعات ونصفًا وربعًا وهو منتهى قصره.
(¬2) في "كنز الدرر" زيادة: والنصارى تعظم تلك الليلة وتلك النار.
(¬3) في "عجائب المخلوقات" ص 117: في السادس والعشرين.
(¬4) في عجائب المخلوقات 117: آذار أحد وثلاثون يومًا.
(¬5) "المعرب" ص 388.
(¬6) أي من شهور الفرس.
الصفحة 37
530