وقال الحسن البصري: ابتلاه بالكوكب والشمس والقمر (¬1).
وقال مجاهد: بالنَّار.
وقال الرَّبيع: بالجبَّار الذي أخذ سارَة.
وقال مقاتل: بنمرود.
وقال مقاتل بن حيَّان: بذبح الولد.
وروي عن ابن عباس أنَّها المناسك: الطَّواف بالبيت والسَّعي ورمي الجمار والإفاضة، والغسل من الجنابة والغسل يوم الجمعة. وقال مقاتل بن سليمان: هي كل مسألة في القرآن مثل قوله: {رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا} [إبراهيم: 35] ونحو ذلك. (¬2)
قال: {وَمِنْ ذُرِّيَّتِي} [البقرة: 124] الذرية: من ذرأ الله، أي: أخرج، وقال الزجاج: هي فعلية من الذرّ الذي أخرج من ظهر آدم. قال: {لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} [البقرة: 124] أي: لا ينال ميثاقي العصاة (¬3).
فصل في ابتلائه بذبح ولده (¬4)
قال الله تعالى: {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَال يَابُنَيَّ} [الصافات: 102] الآية. قال علماء السِّير: كان السبب في الأمر بذبح ولده أنه لما فارق قومه مهاجرًا إلى الشام فارًّا بدينه كما قال الله تعالى: {وَقَال إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ (99)} [الصافات: 99] دعا أن يرزقه ولدًا فقال: {رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ} [الصافات: 100] فلمَّا أقام بفِلَسطِين ونزل به أضيافه من الملائكة المرسلين إلى المؤتفكات -وهي قرى قوم لوط- وبشَّروه بغلام حليم، قال: هو لله ذبيح، فلمَّا ولد له الغلام من سارَة وصلح أن يسعى معه أتاه آتٍ في منامه فقال له: أوفِ بنذرك. وقال ابن عباس: وكان عمره يومئذٍ ثلاث عشرة سنة،
¬__________
(¬1) أخرجه الطبري في "تاريخه" 1/ 285.
(¬2) انظر "زاد المسير" 1/ 140.
(¬3) من قوله: مقاتل بن سليمان ... إلى هنا ليست في (ب).
(¬4) جاء هذا الفصل في "ب" بعد فصل هلاك نمرود لاختلاط في الأوراق. وانظر في هذا الفصل تاريخ الطبري 1/ 272، وتفسيره 19/ 581، وتفسير البغوي 4/ 33، وعرائس المجالس 95، وزاد المسير 7/ 73، والمنتظم 1/ 279، والتبصرة 1/ 137، والبداية والنهاية 1/ 363.