كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 1)

فصل في مساحة الأرض، ومقدار طولها والعرض
قد أشار جماعة من المهندسين العلماء إلى مثل ذلك:
المأمون في "كتاب الجغرافيا" وهو كتابٌ ألفه بطليموس، وابن خُرْداذبه في كتاب "المسالك والممالك"، وابن حَوقل، وأبو معشر، وقد أشار أبو الحسين بن المنادي إلى طَرَفٍ من ذلك.
واختلفوا في مساحة الطول والعرض على أقوال:
أحدها: أن الأرض أربعة وعشرون ألف فرسخ، اثنا عشر ألفًا للسودان، وثمانية آلاف للروم، وثلاثة آلاف لفارس، وألف للعرب، حكاه جدّي رحمه الله في مصنفاته كالمنتخب وغيرِهِ عن قتادة (¬1).
والثاني: أنها مسيرة خمس مئة سنة منها ثلاث مئة عمران، ومئتان خراب، لا ساكنَ بها. قاله ابن مضرّب (¬2).
والقول الثالث: أن طولها أربع مئة سنة وعرضها مئتان. قاله مجاهد.
والرابع: أن طولها وعرضها مسيرة ثلاث مئة سنة، العمران مئة سنة، والخراب مئة سنة، والبحار مئة سنة. قاله حسَّان بن عطية (¬3).
والخامس: أنها ستة وثلاثون ألف فرسخ في مثلها، فالهند والسند اثنا عشر ألف فرسخ، وهم ولد حام بن نوح، والصين ثمانية آلاف فرسخ، وللروم عشرة آلاف، وللعرب أربعة آلاف، وفيما بين ذلك ألفان. قاله السدّي عن أشياخه.
والسادس: أنَّ مقدار الدنيا ألف فرسخ، ثلث هواء، وثلث بحار، وثلث للناس والدواب. قاله مغيث بن سُمَيٍّ (¬4).
¬__________
(¬1) انظر "المنتظم" 1/ 129.
(¬2) أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 173.
(¬3) أخرجه أبو الشيخ في "العظمة" (936).
(¬4) أخرجه أبو الشيخ في "العظمة" (947) وفيه: الأرض ثلاثة أنواع: ثلث ... وجاء في "كنز الدرر" 1/ 96: =

الصفحة 45