كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 1)

وقال في "جغرافيا": الهند والصين والمشرق خمسون ألف فرسخ، ومن حدود الهند إلى العراق أربع مئة فرسخ، وعمل رُومِيَة الروم ثلاثة آلاف فرسخ. وقد ذكره الفزاري.
وقال مقاتل: ما العمارة في الخراب إلَّا مثل الفسطاطِ في الصحراء (¬1).
وقال أبو الحسين ابن المنادي: لا خلافَ أن الأرض على هيئة الكرة، وهي موضوعة في جوف الفلك كالمُحَّة في البيضة، والنسيمُ محيط بها كالبياض من المُحَّة، وهو جاذبٌ لها من جميع جوانبها، والأرضُ جاذبةٌ لما في الأبدان من الثقل، بمنزلة المغناطيس الذي يجذب الحديد، والفَلَك محيط بالنسيم كإحاطة القشرِ بالبياض، وهي مقسومة بنصفين، وبينهما خطُّ الاستواء، وهو من المشرق إلى المغرب، وهو طول الأرض، وأما عرضها: فمن القطب الشمالي الذي يدور حوله بنات نعش، إلى القطب الجنوبي، وذلك ثلاث مئة وستون درجة، والدرجةُ خمسة وعشرون فرسخًا، والفرسخُ اثنا عشر ألف ذراع، وهو أربعة آلاف خطوة بخطوة البعير، وهو ثلاثةُ أَميال، والذراع أربعة وعشرون إصبعًا، والإِصبع ستُ شَعِيرات، كلُّ شَعيرةٍ ستُّ شَعرات من شَعر البِرذَون، وهذا الذراع قدَّره المأمون بمحضر من المهندسين والحُسَّاب، وهو بين الطويل والقصير، دون ذراع البحار والذراع الهاشميّ، فعلى هذا التقدير يكون ما بين القطبين تسعة آلاف فرسخ.
وقد أشار إلى هذا ابن خرداذبه في كتاب "المسالك والممالك" (¬2). وأشار في "جعرافيا" إلى هذا.
وقال ابن حوقل: "كتاب جغرافيا" ذَكَر فيه بطليموس طولَ الأرضِ وعرضها، وجبالها وبحارها وأنهارها، ومدنها، وجميع ما فيها، فنقله المأمون إلى العربية.
قال كعب الأحبار: وجدت في التوراة أن الدنيا مثلُ نسر، فالشامُ رأسه، والروم صدره، والمشرق والمغرب جناحاه، واليمن ذنبه، ولا يزال الناس بخير ما لم يفرغ
¬__________
= "ثلاثون" وفي "الدر المنثور" 4/ 43: ثلاثة أثلاث: ثلث ...
(¬1) أخرجه أبو نعيم في "الحلية" 4/ 75 من حديث وهب بن منبه.
(¬2) "انظر المسالك والممالك" ص 4.

الصفحة 46