وذو الكتفين وقَابسُ ووثَّابُ وعمودانِ والمصبحُ والقيلو (¬1) والضَّرُوحُ والفَرْغُ والشَّمسُ والقَمرُ، نزلت من السَّماءِ فسَجَدتْ له، جاءني جبريلُ فأخبرَني بأسمائِها، فقال اليهودي: إي واللهِ إنَّها لأسماؤُها".
قلت: ولم يذكر أبو إسحاق الثعلبي ما في هذا الحديث، وقد ذكره جدِّي رحمه الله في "الموضوعات"، ثم قال جدِّي: هذا حديث لا يصحُّ عن رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم-، في إسناده الحكم بن ظهير، قال ابن معين: الحَكم ليس بشيء، وقال النَّسائيّ: متروك، وقال أبو حاتم بن حِبَّان: يروي الموضوعات عن الثقات، وقال البُخاريّ: لا يُكتب حديثه البتة، وقال محمد بن طاهر: كان الحكم كذَّابًا، وقال جدِّي: إنَّما قصد واضعه شينَ الإسلام بمثل هذا (¬2). قلت: وليس في السماوات ما يُعرف من هذه النجوم إلَّا الطَّارق.
والثاني: أنَّه رأى كواكب مجهولة، قاله مجاهد، بدليل قوله: "أحد عشر كوكبًا" منكَّرة.
والثالث: بنات نعش والجَدِي والسُّها والشّعريين، قاله الرَّبيع.
وقال ابن عباس: الشَّمس أبوه والقمر خالته، لأنَّ أمَّه قد ماتت، والكواكب إخوته لأنهم كانوا أحد عشر كوكبًا.
واختلفوا متى رأى هذه الكواكب على قولين:
أحدهما: أنَّه كان ابن اثنتي عشرة سنة، قاله مقاتل.
والثاني: سبع عشرة سنة، قاله مجاهد.
وحكى الثعلبي عن وهب بن منبه قال: كان يوسف قد رأى وهو ابن سبع سنين أنَّ إحدى عشرة عصًا طوالًا مركوزة في الأرض كهيئة الدائرة، وإذا عصا صغيرة وثَبت عليها فابتلعتها، فذكر ذلك لأبيه فقال له: إيَّاك أن تذكر هذا لإخوتك. ثم رأى الكواكب بعد اثنتي عشرة سنة فقصَّها على أبيه، فقال له: {قَال يَابُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ
¬__________
(¬1) كذا في النسختين (ب) و (ل)، والذي في المصادر: والفيلق، انظر تفسير الطبري 15/ 555، والثعلبي 5/ 197، 198، وعرائس المجالس 113، وتفسير ابن كثير 4/ 468، والبداية 1/ 461، وهو حديث ضعيف.
(¬2) "الموضوعات" (302).