كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 1)
يصحّ، في إسناده محمد بن كثير خرَّقنا حديثه ولم نرضه، كذا قال أحمد بن حنبل (¬1).
وفي "الصحيحين" حديث أخرجاه عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اللَّهم بارِكْ لنا في شامِنا، اللَّهم بارِكْ لنا في يمنِنا"، قالوا: يا رسولَ الله، وفي نجدنا؟ قال في الثالثة: "هُنالِك الزَّلازِلُ والفِتَنُ". وهو حديث طويل أخرجه الحميدي في الفتن (¬2).
الإقليم الرابع: وهو إقليم العراق، ويقال له: إقليم بابِل، يبتدئ من المشرق فيمرُّ على بلاد التُّبت، ثم على خُراسان وفَرْغانة وسَمَرقند وبَلْخ وبخارى وهَراة ومَرو وسْرخَسَ وطَبَرِستان وطوس وجُرجان وقُوْمِس وقَزوين والرِّي وأصبهان وقُمَّ وقاشان وهَمَذان ونَهاوَند والدِّينَوَر وحُلوان وشَهِرزور وسُرَّ من رأى والموصل وحرَّان والرَّقة وقَرْقيسيا، ثم يمرّ على حلب وقِنَّسرين وأنطاكيةَ والمَصِّيصة وأَذَنَة وعَمُّوريَّة وطَرْسوس، ثم يمرُّ في البحر على جزيرة قُبرس، ثم يمر ببلاد المغرب على طَنجة وما والاها، ثم ينتهي إلى البحر الكبير.
قالوا: وله من البروج القوس، ومن النجوم المشتري.
وقال الخليل بن أحمد: إنما سميت بابل؛ لأن الألسن تبلبلت بها، ومدينتها بناها يَرْد بن مَهْلائيل، واختلفوا في حدّ أرض بابل على أقوال: أحدها: أنها الكوفة وسوادها، قاله ابن مسعود، والثاني: من نصيبين إلى رأس العين، قاله قتادة، والثالث: أنها أرض الحلّة، والأول أصحّ.
الإقليم الخامس: وهو إقليم الروم، ويبتدئ من المشرق من بلاد يأجوج ومأجوج ثم يمر على شمال حرَّان، وفيه من المدن: خوارزم (¬3) والشاش وأذْرَبيجان وإرْمينيَة، ثم يمر على بلاد الروم بأسرها، ويقطع البحر إلى روميَة الكبرى وجزيرة الأندلس، ثم
¬__________
(¬1) "العلل المتناهية" 1/ 311.
(¬2) البخاري (1037)، ولم نقف عليه عند مسلم بهذا اللفظ، وأخرجه مسلم (2905) من حديث ابن عمر: أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو مستقبل المثشق يقول: "ألا إن الفتنة هاهنا، ألا إن الفتنة هاهنا، من حيث يطلع قرن الشيطان". وقد جعل الحميدي هذا الحديث من المتفق عليه عن ابن عمر كما في "الجمع بين الصحيحين" (1270).
(¬3) أوله بين الضمة والفتحة، والألف مسترقة مختلسة ليست بألف صحيحة، هكذا يتلفظون بها. "معجم البلدان" 2/ 395.
الصفحة 51
530