كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 1)
قلت: وهذه الدائرة أخذها الخطيبُ من "جغرافيا" وزاد عليها، فقال: ذكر علماء الأوائل أن أقاليم الأرض سبعة، وأن الهند رسمتها فجعلت إقليمَ بابل وسطها على الصفة المحدقة بالدوائر قال: فالإقليم الأول: إقليم الهند، والثاني: إقليم الحجاز، والثالث: إقليم مصر، ولم يذكر الشام، والرابع: إقليم بابل، وقال: وهو أعمرها وأوسطها، وفيه جزيرة العرب، وفيه العراق الذي هو سرة الدنيا، قال: وحدُّ هذا الإقليم مما يلي أرضَ الحجاز وأرضَ نجد الثعلبية من طريقِ مكة، وحدّه مما يلي الشأم وراء مدينة نَصِيبين من ديار ربيعة بثلاثة عشر فرسخًا، وحدُّه مما يلي أرضَ خراسان وراء نهر بلخ، وحدُّه مما يلي الهند خلف الدَّيبُل بستة فراسخ. قال: وبغداد وسط هذا الإقليم؛ قال: والإقليم الخامس: بلاد الروم والشأم، فجعل الشأم من بلاد الروم. قال: والإقليم السادس: بلاد الترك، والسابع: بلاد الصين. وقال الخطيب أيضًا: وبغداد وسط هذا الإقليم وموضعها صفوة الأرض، ولذلك اعتدلت ألوانُ أهله وامتدت أجسامهم، فسلموا من شقرة الروم والصقالبة، ومن سواد الحبش، وغلظ الترك، وجفاء أهلِ الجبال، ودمامةِ أهل الصين، وكلّما (¬1) اعتدلوا في الخلقة لطفوا في الفطنة.
ثم إقليم الروم ثم إقليم الهند وإقليم الصين، ومنهم من يفضِّل إقليم الصين على الكلِّ ويقول: هو أعدل الأقاليم وأصحها (¬2).
قال أبو معشر: ويأجوج ومأجوج في ناحية الشمال، لهم جبال منيعة يصعد الصاعدُ إلى رأس الجبل في عشرة أيام، وتُحمل غلالهم على المعز.
* * *
¬__________
(¬1) في "تاريخ بغداد" 1/ 23: "كما".
(¬2) "تاريخ بغداد"1/ 22 - 23.
الصفحة 53
530