كتاب اللامع الصبيح بشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 1)

عينٍ من عين الحياة، فلمَّا أَصابَ السَّمكةَ رَوح الماء وبَرده عاشتْ.
وقيل: توضَّأَ يُوشَع من تلْك العَين، فانتضَح الماءَ على الحُوت، فعاشَ، ووقَع في الماء.
(فتاه)؛ أي: صاحبه يُوشَع، بضم الياء وفتح المعجمة، والعين المهملة، ابن نون، وهو مصروفٌ كنوح، وإنما قيل فتاه؛ لأنَّه كان يخدمه ويتبعه، أو يأخذ العلم عنه.
(نسيت)؛ أي: نسيتُ تفقُّد أمره مما جُعل أمارةً.
(قال ذلك)؛ أي: قال موسى: فُقدان الحوت هو القصْد والبِغْية.
(نبغي)؛ أي: نطلُب، و (نَبْغِ) حُذفت ياؤه تخفيفًا نحو: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ} [الفجر: 4]، وكان ذلك بمَجْمَع البحرين: فارِس والرُّوم مما يلي الشَّرق.
(فارتدا)؛ أي: رجعا.
(قصصًا)؛ أي: يقُصَّان قَصَصًا؛ أي: يتبَعان آثارهما اتباعًا.
(من شأنهما)؛ أي: الخَضِر وموسى، والإشارة إلى قوله تعالى: {قَالَ لَهُ مُوسَى} [الكهف: 66] إلى آخر القصة.
قال (ط): في الحديث: جواز التَّماري في العِلْم إذا كان كلٌّ يطلب الحق لا التَّعنُّت، والرُّجوعُ إلى قول أَهل العلم عند التَّنازع، والرغْبة في المزيد من العِلْم، والحِرْص عليه، ولا يقنع بما عنده كما

الصفحة 387