كتاب اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون (اسم الجزء: 1)

وَاللَّهِ لا أَبْعَثُكَ فِي حَاجَةٍ أَبَدًا، وَلَا تُفَارِقُنِي بَعْدَ هَذَا أبدًا (¬1)

* جُلُوسُ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- عَلَى فِرَاشِ عَبْدِ المُطَّلِبِ:
وكَانَ يُوضَعُ لِعَبْدِ المُطَّلِبِ، فِرَاشٌ فِي ظِلِّ الكَعْبَةِ، فكَانَ بَنُوهُ يَجْلِسُونَ حَوْلَ فِرَاشِهِ ذَلِكَ حتَّى يَخْرُجَ إِلَيْهِ، ولا يَجْلِسُ عَلَيْهِ أَحَدٌ مِنْ بَنِيهِ إجْلَالًا لِعَبْدِ المُطَّلِبِ فكَانَ الرَّسُولُ -صلى اللَّه عليه وسلم- يَأْتِي وهُوَ غُلَامٌ جَفْرٌ، حتَّى يَجْلِسَ عَلَيْهِ، فَيَأْخُذَهُ أعْمَامُهُ لِيُؤَخِّرُوهُ عَنْهُ، فيَقُولُ عَبْدُ المُطَّلِبِ: دَعُوا ابْنِي يَجْلِسُ، فَوَاللَّهِ إِنَّ لَهُ لَشَأْنًا، ثُمَّ يُجْلِسُهُ مَعَهُ عَلَى الْفِرَاشِ، وَيَمْسَحُ ظَهْرَهُ بِيَدِهِ، وَيَسُرُّهُ مَا يَرَاهُ يَصْنَعُ (¬2).

* وَفَاةُ عَبْدِ المُطَّلِبِ:
ولَمَّا بَلَغَ الرَّسُولُ -صلى اللَّه عليه وسلم- ثَمَانِي سَنَوَاتٍ تُوُفِّيَ جَدُّهُ عَبْدُ المُطَّلِبِ.
قَالَ الحَافِظُ ابنُ كَثِيرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: ثُمَّ كَانَ -صلى اللَّه عليه وسلم- في كَفَالَةِ جَدِّهِ عَبْدِ المُطَّلِبِ، إلَى أَنْ تُوُفِّيَ وَلَهُ مِنَ العُمُرِ -صلى اللَّه عليه وسلم- ثَمَانِ سِنِينَ (¬3).
وَقَالَ ابنُ القَيِّمِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: وَكَفِلَهُ جَدُّهُ عَبْدُ المُطَّلِبِ، وتُوُفِّيَ ولرَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- نَحْوُ ثَمَانِ سِنِينَ (¬4).
¬__________
(¬1) أخرجه الحاكم في المستدرك - رقم الحديث (4240) - وصححه، ووافقه الذهبي.
(¬2) أخرج ذلك: البيهقي في دلائل النبوة (2/ 22) - وابن إسحاق في السيرة (1/ 205) - وإسناده حسن.
(¬3) انظر تفسير ابن كثير (8/ 426).
(¬4) انظر زاد المعاد (1/ 75).

الصفحة 107