كتاب اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون (اسم الجزء: 1)

الْمَحْفُوظُ عَنْ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّ أَبَاهَا خُوَيْلِدَ بنَ أَسَدٍ مَاتَ قَبْلَ الْفِجَارِ، وَأَنَّ عَمَّهَا عَمْرَو بْنَ أَسَدٍ زَوَّجَهَا رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- (¬1).
قُلْتُ: وَبِهِ قَالَ الزُّبَيْرُ بنُ بَكَّارٍ وَغَيْرُهُ، ذَكَرَهُ ابنُ الْأَثِيرِ (¬2)، وَبِهِ قَالَ أَيْضًا الْمُبرِّدُ وَطَائِفَةٌ مَعَهُ، ذَكَرَهُ السُّهَيْلِيُّ (¬3).

* عُمْرُ النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- لَمَّا تَزَوَّجَ خَدِيجَةَ:
وكَانَ عُمُرُ النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- حِينَ تَزَوَّجَ خَدِيجَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا خَمْسًا وعِشْرِينَ سَنَةً، وذَلِكَ بَعْدَ رُجُوعِهِ منَ الشَّامِ بِشَهْرَيْنِ، وكَانَ عُمُرُهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا يَوْمَئِذٍ أرْبَعِينَ سَنَةً (¬4).
وكانَتْ خَدِيجَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَدْ تَزَوَّجَتْ قَبْلَ رسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- بِرَجُلَيْنِ أَوَّلُهُمَا: عَتِيقُ بنُ عَائِدٍ، فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ اللَّهِ، وجَارِيَةً اسْمَهَا: هِنْدٌ، فتَزَوَّجَهَا ابْنُ عَمِّهَا صَيْفِيُّ بنُ أُمَيَّةَ مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ، فَوَلَدَتْ لَهُ مُحَمَّدًا، وثَانِيهِمَا: أَبُو هَالَةَ بنِ مَالِكٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، واسْمُهُ هِنْدٌ، فَوَلَدَتْ لَهُ وَلَدًا اسْمُهُ هَالَةُ، وَوَلَدًا اسْمُهُ هِنْدٌ أَيْضًا، وجَارِيَةً اسْمُهُا زَيْنَبُ.
وقَدِ ابْتَنَى النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- بِخَدِيجَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فِي البَيْتِ الذِي كَانَتْ
¬__________
(¬1) انظر الطبقات الكبرى لابن سعد (1/ 63).
(¬2) انظر أسد الغابة (5/ 261).
(¬3) انظر الروض الأنف (1/ 324).
(¬4) قال الإمام الصالحي في سيرته الشامية (2/ 166): وهو الصَّحِيحُ الذي عليه الجمهور.

الصفحة 129