كتاب اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون (اسم الجزء: 1)

تَسْكُنُهُ، وفِيهِ وَلَدَتْ جَمِيعَ أَوْلَادِهَا، وفِيهِ تُوُفِّيَتْ، ولَمْ يَزَلِ النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- سَاكِنًا فِيهِ حَتَّى خَرَجَ إِلَى المَدِينَةِ مُهَاجِرًا فَأَخَذَهُ عَقِيلُ بنُ أَبِي طَالِبٍ -رضي اللَّه عنه- (¬1).

* حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ:
رَوَى الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ عنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: قَالَ رسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "الحَمْدُ للَّهِ الذِي أَطْعَمَنِي الخَمِيرَةَ، وأَلْبَسَنِي الحَرِيرَ، وزَوَّجَنِي خَدِيجَةَ، وكُنْتُ لَهَا عَاشِقًا" (¬2).
فهَذَا الحَدِيثُ مَوْضُوعٌ، لا يَصِحُّ عَنِ المَعْصُومِ -صلى اللَّه عليه وسلم-.

* أَوْلَادُ النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- مِنْ خَدِيجَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا:
وَلَدَتْ خَدِيجَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا لِرَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- أَوْلَادَهُ جَمِيعًا عَدَا إِبْرَاهِيمَ فَإِنَّهُ مِنْ مَارِيَةَ (¬3) القِبْطِيَّةَ.
وكَانَ أَوَّلُ مَنْ وُلدَ لِرَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- مِنْ خَدِيجَةَ قَبْلَ البِعْثَةِ: القَاسِمُ، وبِهِ يُكَنَّى -صلى اللَّه عليه وسلم-، رَوَي ابْنُ مَاجَه في سُنَنِهِ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ جِدًّا عَنِ الحُسَيْنِ بنِ عَلِيٍّ
¬__________
(¬1) انظر تفاصيل زواج الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- من خديجة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا في: سيرة ابن هشام (1/ 224) الروض الأنف (1/ 324) - دلائل النبوة للبيهقي (2/ 68 - وما بعدها) - الطبَّقَات الكُبْرى لابن سعد (1/ 62).
(¬2) أخرجه الحاكم في المستدرك - رقم الحديث (4893).
(¬3) هِيَ مَارِيَةُ بنتُ شَمْعُونَ أهْدَاهَا المُقَوْقِسُ صاحِبُ الإسْكَنْدَرِيَّةِ إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في سنة سبع من الهجرة، وكان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يَطَؤُهَا بِمِلْكِ اليَمِينِ، وضربَ عليها معَ ذلكَ الحِجَابَ، فحَمَلَتْ منهُ، ووَضَعَتْ ابنَهُ -صلى اللَّه عليه وسلم- إبراهيم، وتُوُفِّيَتْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا في خِلَافَةِ عُمَرَ بنِ الخطاب -رضي اللَّه عنه-، وذلك في المحرم سنة 16 هـ. انظر الإصابة (8/ 310).

الصفحة 130