كتاب اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون (اسم الجزء: 1)

فقَالَ رسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إنَّهُ أتَانِي دَاعِي الجِنِّ، فَأَتَيْتُهُمْ، فَقَرَأْتُ عَلَيْهِمْ".
قَالَ ابنُ مَسْعُودٍ -رضي اللَّه عنه-: فانْطَلَقَ بِنَا، فَأَرَانِي آثَارَهُمْ، وآثَارَ نِيرَانِهِمْ (¬1).

* تَعَدُّدُ وفُودِ الجِنِّ عَلَى الرَّسُولِ -صلى اللَّه عليه وسلم-:
ثَبَتَ تَعَدُّدُ وُفُودِ الجِنِّ عَلَى النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فَإِنَّ الذِينَ جَاؤُوا أَوَّلًا كَانَ سَبَبُ مَجِيئِهِمْ مَا ذُكِر في الحَدِيثِ مِنْ إرْسَالِ الشُّهُبِ، وسَبَبُ مَجِئِ الذِينَ في قِصَّةِ ابنِ مَسْعُودٍ (¬2) أَنَّهُمْ جَاؤُوا لِقَصْدِ الإسْلَامِ، وسَمَاعِ القُرْآنِ، والسُّؤَالِ عَنْ أَحْكَامِ الدِّينِ. وقَدْ تَقَدَّمَ الكَلَامُ عَلَى حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ (¬3)، وهُوَ مِنْ أَقْوَى الأَدِلَّةِ عَلَى تَعَدُّدِ القِصَّةِ، فإنَّ أبَا هُريرَةَ إِنَّمَا أسْلَمَ بَعْدَ الهِجْرَةِ، والقِصَّةُ الأُولَى كَانَتْ عَقِبَ المَبْعَثِ (¬4).
* * *
¬__________
(¬1) أخرجه الإمام مسلم في صحيحه - كتاب الصلاة - باب الجَهْرِ بالقرآن في الصبح والقراءة على الجنّ - رقم الحديث (450) - وأخرجه الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (4149).
(¬2) أخرجه مسلم في صحيحه - كتاب الصلاة - باب الجهر بالقراءة في الصبح والقراءة على الجن - رقم الحديث (450) (150) - وأخرجه الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (4149).
(¬3) حديث أبي هريرة -رضي اللَّه عنه- أخرجه: البخاري في صحيحه - كتاب مناقب الأنصار - باب ذكر الجن - رقم الحديث (3860).
(¬4) انظر فتح الباري (9/ 678).

الصفحة 163