كتاب اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون (اسم الجزء: 1)

هَذَا هُوَ القَدْرُ المُجْمَعُ عَلَيْهِ مِنْ نَسَبِ الرَّسُولِ -صلى اللَّه عليه وسلم- ولا خِلَافَ فِيهِ البَتَّةَ (¬1).
قَالَ الإِمَامُ البَغَوِيُّ في شَرْحِ السُّنَّةِ: ولا يَصحُّ حِفْظُ النَّسَبِ فَوْقَ عَدْنَانَ (¬2)

* أَصَالَةُ نَسَبِ النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-:
اخْتَارَ اللَّهُ تَعَالَى نَبِيَّهُ -صلى اللَّه عليه وسلم- مِنْ خَيْرِ القُرُونِ، وأزْكَى القَبَائِلِ، وأفْضَلِ البُطُونِ فكَانَ -صلى اللَّه عليه وسلم- أوْسَطَ قَوْمِهِ نَسَبًا، وأعْظَمَهُمْ شَرَفًا.
قَالَ القَاضِي عِيَاضٌ رَحِمَهُ اللَّهُ: وأمَّا شَرَفُ نَسَبِهِ، وكَرَمُ بَلَدِهِ، ومَنْشَؤُهُ فَمِمَّا لا يَحْتَاجُ إِلَى إقَامَةِ دَلِيلٍ عَلَيْهِ، ولا بَيَانِ مُشْكِلٍ، ولا خَفِيٍّ مِنْهُ، فَإِنَّهُ نُخْبَةُ بَنِي هَاشِمٍ، وسُلَالَةُ قُرَيْشٍ وصَمِيمُهَا، وأشْرَفُ العَرَبِ، وأعَزُّهُمْ نَفَرًا مِنْ قبَلِ أبِيهِ وأُمِّهِ ومِنْ أَهْلِ مَكَّةَ مِنْ أكْرَمِ بِلَادِ اللَّهِ عَلَى اللَّهِ وعَلَى عِبَادِهِ (¬3).
روَى الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي اللَّه عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- قَالَ: "بُعِثْتُ مِنْ خَيْرِ قُرُونِ بَنِي آدم قَرْنًا فَقَرْنًا، حتَّى كُنْتُ مِنَ القَرْنِ الذِي كُنْتُ مِنْهُ" (¬4).
¬__________
= تاريخ الطبري (1/ 497) - البداية والنهاية (2/ 653) - دلائل النبوة للبيهقي (1/ 181).
(¬1) انظر زاد المعاد (1/ 70).
(¬2) انظر شرح السنة (13/ 193).
(¬3) انظر كتاب الشفا للقاضي عياض (1/ 77).
(¬4) أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب المناقب - باب صفة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- رقم الحديث (3557) - وأخرجه الإِمام أحمد في المسند - رقم الحديث (9392).

الصفحة 44