كتاب اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون (اسم الجزء: 1)

مُسْنَدِهِ بِسَنَدٍ حَسن عَنْ كَعْبِ بنِ مَالِكٍ -رضي اللَّه عنه- أَنَّهُ قَالَ: كَانَ أَوَّلَ مَنْ ضَرَبَ عَلَى يَدَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- البَرَاءُ بنُ مَعْرُورٍ -رضي اللَّه عنه-، ثُمَّ تَتَابَعَ القَوْمُ (¬1).
وَرَوَى الحَاكِمُ فِي المُسْتدرَكِ بِسَندٍ صَحِيحٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: كَانَ البَرَاءُ بنُ مَعْرُورٍ أَوَّلَ مَنْ ضَرَبَ عَلَى يَدِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- فِي البِيْعَةِ لَهُ لَيْلَةَ العَقَبَةِ (¬2).
وَقَالَ ابنُ القَيِّمِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ بَايَعَهُ لَيْلَتَئِذٍ البَرَاءُ بنُ مَعْرُورٍ -رضي اللَّه عنه-، وَكَانَتْ لَهُ اليَدُ البَيْضَاءُ، إِذْ أَكَّدَ العَهْدَ، وَبَادَرَ إِلَيْهِ (¬3).

* بَيْعَةُ المَرْأَتيْنِ:
فَلَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- مِنْ بَيْعَةِ الرِّجَالِ بَايَعَ المَرأَتيْنِ قَوْلًا مِنْ غَيْرِ مُصَافَحَةٍ، لأنَّهُ -صلى اللَّه عليه وسلم- كَانَ لَا يُصَافِحُ النِّسَاءَ (¬4)، وَإِنَّمَا كَانَ يَأْخُذُ عَلَيْهِنَّ، فَإِذَا أَقْرَرْنَ قَالَ: "اذْهَبْنَ فَقَدْ بَايَعتُكُنَّ" (¬5).
¬__________
(¬1) أخرجه الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (15798).
(¬2) أخرجه الحاكم في المستدرك - كتاب معرفة الصحابة - باب كَانَ أوّل من تكَلَّم من النُّقباء البراء بن معرور -رضي اللَّه عنه- رقم الحديث (4886).
(¬3) انظر زاد المعاد (3/ 43).
(¬4) روى الإمام البخاري في صحيحه - رقم الحديث (5288) - (7214) - ومسلم في صحيحه - رقم الحديث (1866) - عن عائشة رَضِيَ اللَّه عَنْهَا قالت: واللَّه ما مسَّت يدُ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يَدَ امرأةٍ قَط، غير أنه بايعهن بالكلام، واللَّه ما أخَذ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- على النِّساء إلا بما أمره اللَّه، يقول لهن إذا أخذ عليهن: "قد بايَعتُكنَّ" كَلامًا.
(¬5) انظر سيرة ابن هشام (2/ 79) - الطبقات الكبرى لابن سعد (8/ 440).

الصفحة 589