كتاب اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون (اسم الجزء: 1)

قَالَ الشَّيْخُ مُحَمَّد الغَزَالِي رَحِمَهُ اللَّهُ بَعْدَ أَنْ أَوْرَدَ هَذِهِ الآثَارَ الضَّعِيفَةَ: وهَذَا الكَلَامُ تَعْبِيرٌ غَلَطٌ عَنْ فِكْرَةٍ صَحِيحَةٍ، فَإِنَّ مِيلَادَ الرَّسُولِ -صلى اللَّه عليه وسلم- كَانَ حَقًّا إِيذَانًا بِزَوَالِ الظُّلْمِ وانْدِثَارِ (¬1) عَهْدِهِ، وانْدِكَاكِ مَعَالِمِهِ. . . فَلَمَّا أحَبَّ النَّاسُ -بَعْدَ انْطِلَاقِهِمْ مِنْ قُيُودِ الْعَسْفِ (¬2) - تَصْوِيرَ هذِهِ الحَقِيقَةِ، تَخَيَّلُوا هَذِهِ الإِرْهَاصَاتِ (¬3)، وأَحْدَثُوا لَهَا الرِّوَايَاتِ الوَاهِيَةِ، ورَسُولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- غَنِيٌّ عَنْ هَذَا كُلِّهِ، فإنَّ نَصِيبَهُ الضَّخْمَ مِنَ الوَاقِعِ المُشَرِّفِ يُزَهِّدُنَا في هذِهِ الرِّوَايَاتِ وأشْبَاهِهَا (¬4).
قَالَ أَحْمَد شَوْقِي رَحِمَهُ اللَّهُ:
تَجَلى مَوْلِد الْهَادِي وَعَمَّتْ ... بَشَائِرُهُ الْبَوَادِيَ وَالْقِصَابَا
وَأَسْدَتْ لِلْبَرِيَّةِ بِنْتُ وَهْبٍ ... يَدًا بَيْضاءَ طَوَّقَتِ الرِّقابا
لَقَدْ وَضَعَتْهُ وَهَّاجًا مُنِيرًا ... كَمَا تَلِدُ السَّمَاوَاتُ الشِّهَابَا
فَقَامَ عَلَى سَمَاءِ الْبَيْتِ نُورًا ... يُضِيءُ جِبَالَ مَكَّةَ وَالنِّقَابَا
* * *
¬__________
= والبيهقيُّ في دلائل النبوة (1/ 126 - 127).
قال الدكتور عبد المعطي قلعه جي محقق دلائل النُّبوَّة للبيهقي: "وهذا حديثٌ ليس بصحيح".
(¬1) اندَثَرَ: أي بَلِي. انظر لسان العرب (4/ 289).
(¬2) العَسْفُ: الظُّلْمُ. انظر لسان العرب (9/ 206).
(¬3) إرهَاصَاتٌ: أي مُقَدِّمات. انظر لسان العرب (5/ 343).
(¬4) انظر فقه السيرة ص (58 - 59) للشيخ محمد الغزالي رَحِمَهُ اللَّهُ.

الصفحة 77