كتاب اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون (اسم الجزء: 1)

رَضَاعُ النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-
كَانَتْ أَوَّلَ مَنْ أَرْضَعَتْهُ -صلى اللَّه عليه وسلم- هِيَ أُمُّهُ آمِنَةُ، قِيلَ أرْضَعَتْهُ ثَلَاثَةَ أيَّامٍ، وقِيلَ سَبْعًا، وقِيلَ تِسْعًا. ثُمَّ أرْضَعَتْهُ ثُوَيْبَةُ (¬1) لَبَنَ ابنٍ لَهَا يُقَالُ لَهُ "مَسْرُوحٌ" (¬2)، أَرْضَعَتْهُ أَيَّامًا، قَبْلَ أَنْ تَقْدُمَ حَلِيمَةُ السَّعْدِيَّةُ، وكانَتْ قَدْ أَرْضَعَتْ قَبْلَهُ حَمْزَةُ بنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ (¬3) -رضي اللَّه عنه-، وأرْضَعَتْ بَعْدَهُ أبَا سَلَمَةَ بنَ عَبْدِ الأسَدِ المَخُزوِمِيَّ (¬4) -رضي اللَّه عنه-.
¬__________
(¬1) قال الحافظ في الفتح (10/ 181): ثويبةُ مَوْلاةُ أبي لهَبٍ، ذكرها ابن منده في الصحابة، وقال: اختلف في إسلامِهَا.
وقال في الإصابة (8/ 60): وفي باب من أرضع النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- من طبقات ابن سعد (1/ 51) ما يدلُّ على أنها لم تُسْلِم، ولكن لا يدفع قول ابن منده بهذا.
وقال أبو نعيم: لا نعلمُ أحدًا ذكر إسلامَهَا غيره.
وقال ابن الجوزيِّ في صفة الصفوة (1/ 31): ولا نعلم أحدًا ذكر أنَّها أسلمت.
(¬2) قال الحافظ في الإصابة (8/ 61): لم أقف في شيء من الطرق على إسلام ابنها مسروح، وهو محتمل.
(¬3) هو حمزةُ بن عبدِ المطلب أبو عمَارَة، القُرشي الهاشمي، عَمُّ النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وأخوه من الرَّضاعة، أرضعتهما ثُويبةُ مولاة أبي لهب، وُلِدَ قبل النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بسنتين، وقيل: بأربع، وأسلم في السنة الثانية من البِعْثة ولازَمَ نَصْرَ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وهاجر معه، وشَهِدَ بدرًا، وقُتِلَ -رضي اللَّه عنه- على يَدِ وحشِيِّ بن حَرْبٍ في غزوة أُحد، وذلك في شوال من السنة الثالثة للهجرة، ودُفِنَ هو وعبد اللَّه بن جحش في قبرٍ واحِدٍ. انظر الإصابة (2/ 105).
(¬4) هو عبد اللَّه بن عبد الأسدِ المخزومي السَّيد الكبير، من السابقين الأولين إلى الإِسلام، أسلم بعد عشرة أنفس، وكان أخو النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- من الرَّضاعةِ، وهو ابنُ عَمَّةِ النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أمه بَرَّة بنتِ =

الصفحة 84