كتاب اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون (اسم الجزء: 1)

قَالَ أنَسٌ: وقَدْ كُنْتُ أَرَى أَثَرَ ذَلِكَ المَخِيطِ فِي صَدْرِهِ (¬1).
قَالَ الحَافِظُ في الفَتْحِ: والحِكْمَةُ مِنْ شَقِّ صَدْرِهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- وهُوَ صَغِيرٌ: نَزْعُ العَلَقَةِ السَّوْدَاءَ التِي مِنْ حَظِّ الشَّيْطَانِ مِنْ كُلِّ بَشَرٍ، ثُمَّ إِخْرَاجُهَا بَعْدَ خَلْقِهَا كَرَامَةٌ رَبَّانِيَّةٌ، فَهُوَ أَدَلُّ عَلَى مَزِيدٍ مِنَ الرِّفْعَةِ وَالكَرَامَةِ، وبِنَزْعِهَا مِنْهُ نَشَأَ -صلى اللَّه عليه وسلم- عَلَى أَكْمَلِ الأَحْوَالِ مِنَ العِصْمَةِ مِنَ الشَّيْطَانِ (¬2).

* عُمُرُ رسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- عِنْدَمَا شُقَّ صَدْرُهُ:
ذَكَرَ ابْنُ إسْحَاقَ: أَنَّ عُمُرَ رسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- عِنْدَمَا شُقَّ صَدْرُهُ الشَّرِيفُ، ابْنُ سَنَتَيْنِ، ولَفْظُهُ: قالَتْ حَلِيمَةُ: فَلَمْ يَبْلُغْ سَنَتَيْهِ حتَّى كَانَ غُلَامًا جَفْرًا (¬3).
وَعِنْدَ ابْنِ سَعْدٍ فِي طَبَقَاتِهِ: أَنَّ عُمُرَهُ -صلى اللَّه عليه وسلم- عِنْدَمَا شُقَّ صَدْرُهُ الشَّرِيفُ، أَرْبَعُ سَنَوَاتٍ، ولَفْظُهُ: قَالَتْ حَلِيمَةُ: وَلَمَّا بَلَغَ أرْبَعَ سِنِينَ كَانَ يَغْدُو مَعَ أَخِيهِ وأُخْتِهِ فِي الْبَهْمِ. . . (¬4).
قَالَ الزَّرْقَانِيُّ في شَرْحِ المَوَاهِبِ: والرَّاجِحُ أَنَّ شَقَّ صَدْرِهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- كَانَ فِي
¬__________
(¬1) أخرجه مسلم في صحيحه - كتاب الإيمان - باب الإسراء برسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى السموات - رقم الحديث (162) (261).
(¬2) انظر فتح الباري (7/ 604).
(¬3) استَجْفَرَ الصَّبِيُّ: إذا قَوِي على الأكل، وأصله في أوْلَادِ المَعْزِ إذا بلغَ أربعةَ أشْهُرٍ، وفُصِل عن أمِّهِ، وأخذ في الرعي، قيل له: جَفْر. انظر النهاية (1/ 268).
وانظر الخبر في سيرة ابن هشام (1/ 201).
(¬4) انظر الطبَّقَات الكُبْرى لابن سعد (1/ 53).

الصفحة 95