كتاب بهجة المحافل وأجمل الوسائل بالتعريف برواة الشمائل (اسم الجزء: 1)

على الأول فيُجْعَلا إسناداً واحداً، والذي جَزَمَ به النووي (¬1) مختاراً له أنها مأخوذة من التحوُّل، وأن القارئ يلفظ بها.
وهاهنا شيء آخر وهو أن جميع من تقدم ذِكْرُهم لم يختلفوا في إهمالها، بل قال ابن كثير (¬2): إن بعضهم حَكَى عليه الإجماع، ثم قال: ومن الناس من يتوهم أنها خاء معجمة مختصرة من «آخر» أي «إسناد آخر».
وكذا حكاه الدمياطي أيضاً فقال: بعض المحدثين يستعملها بالخاء المعجمة يريد بها «آخراً» أو «أخيراً» زاد غيره أو إشارةً إلى الخروج من إسناد إلى آخر، والظاهر كما قال بعض المتأخرين: أن ذلك اجتهاد من أئمتنا في شأنها من حيث أنهم لم يتبين لهم فيها شيء من المتقدمين.
قال الدمياطي ويقال: إن أول من تكلَّم على هذا الحرف ابن الصلاح وهو ظاهرٌ من صنيعه لا سِيَّما وقد صَرَّح أول المسألة بقوله (¬3): ولم يأتنا عن أحَدٍ ممن يُعْتَمَدُ عليه بيانٌ لأَمْرِها.
قوله: وأخبرنا علي بن حجر، إلى آخر الإسناد الثاني جميعاً تقدم التعريف بهم، ولله الحمد.
51 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
¬_________
(¬1) «شرح مسلم»: (1/ 38).
(¬2) «اختصار علوم الحديث»: (2/ 393) مع الباعث.
(¬3) «معرفة أنواع علم الحديث»: (ص203).

الصفحة 244