كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 1)

لهما، وإنَّ فَرْض الله علينا وعلى مَنْ بَعدنا وقبلنا في (¬1) قبول الخبر عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-".
حدثنا يونس بن عبد الأعلى (¬2)، قال: أخبرنا ابن وهب (¬3)، قال: أخبرنِي يونس بن يزيدَ، عن ابن شهابٍ قال: بلغَنَا عن رجالٍ من أهل العلم أنهم كانوا يَقولون: "الاعتِصَامُ بِالسُّنَّةِ نَجَاةٌ، والعِلْمُ يُقْبَض قَبْضًا سَرِيعًا، فَنَعْشُ (¬4) العِلْمِ ثَبَاتُ الدِّينِ والدُّنْيَا، وذَهابُ ذَلكَ كلِّهِ (¬5) في ذَهَابِ العِلْمِ" (¬6).
¬__________
(¬1) حرف الجر (في) متعلِّقٌ بمحذوفٍ تقديره "منحصرٌ"، فالمعنى: أن فرض الله علينا منحصرٌ في قبول الخبر عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ لأنه لا واسطة لنا للتلقّي عن الله إلا عن طريقه.
(¬2) ابن ميسرة الصدفي، أبو موسى المصري.
(¬3) عبد الله بن وهب بن مسلم القرشي، أبو محمَّد المصري.
(¬4) النَّعْشُ: الارتفاع، والبقاء. القاموس المحيط للفيروزآبادي (ص 784).
(¬5) أي: الدين والدنيا.
(¬6) سند المصنف صحيح إلى الزهريّ، وقد أخرج الأثرَ: عبد الله بن المبارك في الزهد (ص / 281 رقم 817)، والدارمي في السنن (1/ 58 رقم 96)، وأبو نعيم الأصبهانِي في حلية الأولياء (3/ 369)، واللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (1/ 95 رقم 137).

الصفحة 19